وقال أبو نعيم : جار المسجد أربعين سنة لم ير في جمعة ولا جماعة.
وقال ابن عيينة : كان بيهسيّا ، فلم أذهب إليه ، ولم أقربه.
وتركه زائدة لمذهبه (١).
يب : قال محمّد بن يحيى : كان بيهسيّا ممّن يبغض عليّا عليهالسلام.
والبيهسية : طائفة من الخوارج ينسبون إلى رأسهم أبي بيهس (٢).
أقول :
لو كان ذلك الجفاء للجمعة والجماعة ممّن يتّهمونه بالتشيّع ، لنالوه بكلّ سوء ، وبلغوا به كلّ مبلغ!
ولكن هوّن عليهم ذلك ، وبغضه لعثمان ، أنّه يبغض إمام المتّقين ،
__________________
والمتروكين ـ لابن الجوزي ـ ١ / ١١٤ رقم ٣٨٠ ، تهذيب الكمال ـ للمزّي ـ ٢ / ١٧٧ ذيل رقم ٤٤٦.
(١) نسب هذا القول في ميزان الاعتدال إلى يحيى القطّان ، وفي تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال إلى أحمد بن حنبل ؛ فلاحظ.
(٢) واسمه : الهيصم بن جابر ، وهو أحد بني سعد بن ضبيعة ، وهو رأس فرقة من طوائف الخوارج من الصفريّة ، وقد كان الحجّاج طلبه أيّام الوليد فهرب إلى المدينة ، فطلبه بها عثمان بن حيّان المرّي والي المدينة ، فظفر به وحبسه ، وكان يسامره إلى أن ورد كتاب الوليد بأن يقطع يديه ورجليه ، ثمّ يقتله ؛ ففعل ذلك به.
انظر : مقالات الإسلاميّين : ١١٣ ، الفرق بين الفرق : ٧٧ و ٨٧ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٣ / ١٢٦ ، الملل والنحل ١ / ١٢١.