ـ ولا بد أن يكون ذلك بأمر الله ـ بتعظيم شأنهم وإظهار أمرهم من أمثال سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، الذي قال عنه : أما حمزة فلا بواكي له ، وجعفر بن أبي طالب ذي الجناحين ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، وغيرهم من الشهداء الذين اهتم «صلى الله عليه وآله» بإظهار فضلهم وعظيم منزلتهم ، وبكى أو أمر بالبكاء عليهم؟
ولماذا لم نجد النبي «صلى الله عليه وآله» يمنح عامر بن فهيرة ولو وساما متواضعا في هذا المجال فيترحم عليه مثلا ، ويذكر للمسلمين بعض مقاماته في الجنة ، كما تحدث عن حمزة وجعفر وغيرهما؟
ولماذا لم يرفع عمار بن ياسر ، ولا علي بن أبي طالب ، ولا الحسين بن علي ، ولا أخوه الحسن بن علي «عليهم السلام» ، ولا غيرهم من الشهداء حتى النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» إلى السماء؟
سر تعظيم عامر بن فهيرة :
ونحن وإن كنا نقدر بما لا مزيد عليه جهاد عامر بن فهيرة ، ونرى : أنه قد فاز فوزا عظيما ، وأنه من الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون إن صح أنه قد استشهد.
إلا أن ما يلفت نظرنا :
هو هذا الإصرار على إعطاء وسام له ، لا تؤيده ، بل وتنافيه سائر الشواهد والدلائل التاريخية.
ولعلنا لا نبعد عن الصواب إذا بادرنا إلى القول : إنهم أرادوا : أن يمنحوه هذا الوسام ، ليس حبا به ، ولا تقديرا لجهاده هو ، وإنما لأجل اعتقادهم : بأنه