وحذفت (١) في : «بِسْمِ اللهِ» لكثرة استعماله (٢) ، ولا يحذف في (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق : ١] لقلة الاستعمال (٣).
وجزم آخر الغائب باللام إجماعا ؛ لأن اللام مشابهة بكلمة الشرط في النّقل (٤) ، وكذلك المخاطب عند الكوفيين ؛ لأن أصل : «اضرب» : لتضرب عندهم ،
______________________________________________________
ولم يكتبوا في حالة النصب للفرق بألف التنوين في الثّاني دون الأول إذ هو غير منصرف فلا يدخله ألف التنوين. اه شمس الدين.
(١) قوله : (وحذفت ... إلخ) ولما توجه أن يقال : إن قولكم : لا تحذف ألف الوصل في الخط منقوض ببسم الله الرحمن الرحيم ؛ لأن همزته للوصل مع أنها حذفت في الخط أجاب بقوله :
وحذفت ... إلخ. اه فلاح شرح مراح الأرواح.
(٢) قوله : (لكثرة استعماله) إذا ما من كتاب إلا ويكتب في أوله (بسم الله الرحمن الرحيم) تبركا واقتداء بالتنزيل وعملا بالحديث النبوي ، وكثرة الاستعمال في حق التلفظ لا ينافيها. اه جلال الدين.
(٣) قوله : (لقلة الاستعمال) لأنه إنما يستعمل إذا قرئ القرآن أو كتب ، ولا شك في قلتهما بالنسبة إلى (بسم الله الرحمن الرحيم) فعلم أن حذف الهمزة في بسم الله ... إلخ لكثرة الاستعمال.
فإن قيل : كثرة الاستعمال لا يستلزم الحذف ألا ترى إلى قوله تعالى : (أَنَّهُ) بدرستيكه آن كتاب (مِنْ سُلَيْمانَ) از حضرت سليمان عليهالسلام است (وَإِنَّهُ) بدرستيكه آن كتاب بزرگ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [النمل : ٣٠] مفتح است بنام معبود برهق كه خشأفده مهربان إست وأين مقولة بلقيس است بحذف الهمزة مع عدم كثرة الاستعمال أيضا؟.
قلنا : حذف الهمزة فيه لموافقة التسمية التي كتبت في المصحف.
فإن قيل : فلتحذف الهمزة في قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) [العلق : ١] لذلك؟.
قلنا : الموافقة إنما تقصد إذا كانت التسمية تامة وباسم ربك غير تامة.
فإن قلت : فعلى هذا ينبغي أن لا تحذف الهمزة في قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ) بنام خدا أست (مَجْراها) جريان آن كشتي (وَمُرْساها) [هود : ١] وتوقف لأن التسمية ثمة غير تامة؟.
قلت : حذفت الهمزة فيه لكثرة الاستعمال فإنهم يكتبونها في كل متاع. اه حنفية بتغير وزيادة ما.
(٤) قوله : (في النقل ... إلخ) أي : في نقل معنى الفعل فكما أنّ إن تنقل الفعل من كونه مجزوما به إلى كونه مشكوكا فيه كذلك لام الأمر ينقل معنى المضارع من كونه إخبارا إلى كونه إنشاء فلما شابه كلمة الشرط في النقل يعمل عملها وهو الجزم فلا فرق بين آخر المضارع المجزوم وبين آخر الأمر باللام في صحيحه ومعتله ومذكره ومؤنثه ومفرده ومثناه ومجموعه. فتقول : ليضرب ليضربا ... إلخ ، كما تقول : لم يضرب لم يضربا ... إلخ ، وكذا حال ليخش مع لم يخش ـ