فلتفرحوا [يونس : ٥٨] (١) ، فحذفت اللام تخفيفا لكثرة الاستعمال ، ثم حذفت علامة الاستقبال للفرق بينه وبين المضارع ، فبقي الضاد ساكنا ، فاجتلبت همزة الوصل ووضعت موضع علامة الاستقبال ، وأعطي لها أثر علامة الاستقبال كما أعطي لفاء : «ربّ» عمل : «ربّ» في قول الشاعر :
فمثلك (٢) حبلى (٣) قد طرقت (٤) ومرضع (٥) |
|
فألهيتها عن ذي تمائم (٦) محول (٧) |
وعند البصريين مبنيّ ؛ لأن الأصل في الأفعال (٨)
______________________________________________________
أمر المخاطب يجوز أن يكون بطريق الأمر الغائب ؛ لأن أصله ذلك تدبر. اه مولوي عبد الحكيم.
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٢٦٣ (٢٩٤٦) ، من حديث أبيّ بن كعب ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢) قوله : (فمثلك) البيت للهجاء على ما في الفلاح. قال البعض : كان الهجاء رجلا يتبع النسوة جدا فرأى امرأة غير عارفة له وكانت أحسن الوجه فطلب منها الأمر الفاحش فاستولى القهر عليها حتى رمته بالقذف وقالت : يا أرذل والله لا أطعتك أبدا ، فلما سمع هذه الكلمات منها فقال غضبان : لا تشتمني سأجامعك وإن تجتنبني بمراحل ، وأنشد البيت : فمثلك حبلى ...
إلخ. ومعناه ظاهر. اه لمحرره عفا الله عنه.
بكسر الكاف وجر اللام ؛ لأن الفاء عمل عمل رب فتقديره فرب مثلك ، أي : ربّ امرأة مثلك. اه ف.
(٣) وهي امرأة ذات حمل وهو مجرور تقديرا على أنه صفة مثلك ؛ لأن المثل لا يتعرف بالإضافة لتوغله في الإبهام كما بين في النحو. اه ف.
(٤) طرق بمعنى جاء ليلا من باب دخل ، وضمير المفعول محذوف راجع إلى حبلى أي : طرقتها بمعنى جئت إليها ليلا وهو عامل رب المقدر. اه ف.
(٥) قوله : (ومرضع) عطف على حبلى أي : امرأة لها ولد ترضعه فإذا وصفتها بإرضاع الولد قلت :
مرضعة. اه ف.
(٦) قوله : (عن ذي ... إلخ) أي : عن صبي ذي تمائم ، والتمائم جمع تميمة وهو التعويذ الذي يعلّق على صدر الإنسان من الصبي وغيره. اه شمس الدين.
وإنما خص حبلى ومرضعا بالذكر لأنهما في هذه الحالة أقل رغبة من غيرها. اه مولوي.
(٧) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرئ القيس في لسان العرب ، مادة (رضع) ، وجمهرة أشعار العرب للقرشي ص ٨١ ، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام ١ / ٤٢.
(٨) لعدم توارد الفاعلية والمفعولية والإضافة عليها وأصل البناء السكون. اه ف.