(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [الأحزاب : ٣٣] من القرار (١) ، أصله (٢) : اقررن (٣) ، فحذفت الراء الأولى ، فنقلت (٤) حركتها إلى القاف ، فصار : اقرن ، ثم حذفت الهمزة لانعدام الاحتياج إليها ، فصار : قرن.
وقيل : من وقر يقر وقارا.
وإذا قرئ : «قرن» بفتح القاف ، يكون من : قرّ يقرّ (٥) بالمكان ـ بفتح القاف ـ
______________________________________________________
الإدغام ، وحذف اللام إما مع حركتها فبقي الظاء مفتوحا وإمّا بعد نقل حركتها إلى ما قبلها وهي الكسرة فيكون مكسورا ، وكذا مست أصله مسست فحذفت السين الأولى إما مع كسرتها أو بعد نقلها إلى ما قبلها ، فيجوز الفتح والكسر في الميم أيضا ، وإنما حذفت الأولى دون الثّانية ؛ لأن الإدغام في الصورة حذف الأولى ، فكأنهم إنما حذفوا ما كانوا يدغمونه ، هذا ما اختاره المصنف ، وبعضهم قالوا : حذف الثّاني أولى ؛ لأن الثقل إنما حصل منه ، وكذا أحست أصله أحسست فحذفت إحدى السينين. اه شمس الدين عفى عنه.
(١) قوله : (من القرار) حال من قوله : وقرن ، ويعني أن كون هذه القراءة على حذف إحدى المتماثلين إنما هو على تقدير كون قرن من قرر يقرر قرارا من الباب الثّاني وهو المضاعف ، لا على تقدير كونه من وقر يقر وقارا من الباب الثّاني أيضا ؛ لأنه مثال لا مضاعف فلا يكون مما نحن فيه. اه
(٢) زاده دفعا لما يرد بقوله : من القرار من عدم تسليم قرن من القرار ؛ لأن أمر جمع المؤنث المخاطبة منه اقررن لا قرن فيحتمل كونه من الوقار تدبر. اه لمحرره.
(٣) بوزن اضربن إذ المضارع تقررن بكسر الراء الأولى فحذفت حرف المضارعة ، واجتلبت همزة الوصل كما هو الأصل في أخذ الأمر فصار اقرن. اه ف.
(٤) قوله : (فنقلت ... إلخ) الحذف قبل نقل الحركة سائغ لكن نقل الحركة قبل الحذف شائع ، ولهذا قال بعض المحققين : ويجوز الحذف قبل النقل وبالعكس ، إذ لا امتناع في ذلك ، فلا يرد أن يقال : الفاء في قوله : فنقلت يدل على كون النقل بعد الحذف ، إذ الفاء للتعقيب وهو ظاهر البطلان. اه ابن سليمان رومي.
(٥) قوله : (من قر) وفي الفلاح أنه من (أقر) بفتح القاف صيغة المتكلم بدله ، وكذلك فيه (أقر) بالكسر على صيغة المتكلم وحده موضع يقر المذكور في قوله : وهو لغة في يقر ، والقرار في المكان الاستقرار فيه ، وحاصله أن قرر مضاعف يجيء من الباب الثّاني كما مر ومن باب الرابع أيضا مع اتحاد المعنى فيهما ، فإذا كان من الباب الثّاني فالأمر منه اقرر بكسر الراء ، ثم لما خففت بالحذف والنقل بقي قر بكسر القاف فيكون مشابها للأمر من وقر يقر في اللفظ.
فإذا قلت : قر بكسر القاف ، احتمل أن يكون من القرار ، وأن يكون من الوقار ، فلم ـ