ونحو : «اذّكر» (١) يجوز فيه : ادّكر (٢) ، واذدكر ؛ لأن الدال والذال من المجهورة (٣) ، فجعل التاء دالا كما في : ادّان ، فيجوز لك الإدغام نظرا إلى اتحادهما في المجهورية بجعل الدال ذالا (٤) ، والذال دالا (٥) ، والبيان (٦) ـ وهو اذدكر ـ نظرا إلى عدم اتحادهما في الذات.
ونحو : «ازّان» (٧)
______________________________________________________
(١) قوله : (اذّكر) أصله اذتكر على زنة افتعل فأبدلوا من التاء ذالا لما ذكرنا من أنّ الذال من المجهورة والتاء من المهموسة وبينهما تضاد فأرادوا للتوافق بينهما ، وأبدلوا من مخرج التاء حرفا مجهورا وهو الدال المهملة فاجتمع مع الذال المعجمة وهما مجهورتان فتوافقا في الصفة لا في الذات ولا في المخرج ولذا جاز الإدغام والبيان ، وإليه أشار بقوله : نحو فيه ... إلخ.
اه أحمد.
(٢) بالدال المهملة بقلب الأولى إلى الثّاني ، كما يجوز اذكر بالذال المعجمة بقلب الثّاني إلى الأول على خلاف القياس ، لكن الأول أقوى والأصح لكونه على وفق القياس ومجيئه في التنزيل قال الله تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) [يوسف : ٤٥]. اه ف.
(٣) قوله : (من المجهورة) المجهورة هي الحروف التي لا يجري النفس معها ، ويحتبس عند النطق بها على خلاف المهموسة ، وإنما سميت مجهورة لارتفاع الصوت بها ، وسبب ارتفاع الصوت بها كونها حروفا اتسعت وقوي الاعتماد عليها في موضعها حتى بلغ الصوت أن تجهر معها ؛ لأن الجهر الصوت المرتفع ، وإنما لم يبين المجهورة كما بين المهموسة بقوله : ستشحثك ...
إلخ ، لأنها تعلم من المهموسة ؛ لأن الحروف تنحصر في المجهورة والمهموسة ، وجملة الحروف تسعة وعشرون والمهموسة عشرة فبقي تسعة عشر وهي المجهورة فلا نعدها لظهورها ، وإنما اختار ذلك ولم يعكس لقلة الحروف المهموسة والجوهري جمعها في قولك : ظل قور بض إذا غزا جند مطيع. اه ابن كمال.
(٤) نظرا إلى إتباع الزائد الأصلي فإن الذال المعجمة لوقوعه موقع الفاء حرف أصلي ، والدال المهملة لكونها أوردت بدلا عن الحرف الزائد وهو التاء زائدا إذ للبدل حكم المبدل منه. اه لمحرره.
(٥) قوله : (نظرا إلى القياس المطرد) فإنه إذا أريد الإدغام عند اجتماع الحرفين المتحدين ذاتا أو صفة يدغم الأول في الثّاني نحو مدّ والرحمن. اه لمحرره.
(٦) وهو إظهار كل واحد من الدال والذال نحو اذدكر لا يبين كل واحد من التاء والدال إذ قلب التاء دالا واجب كما مر. اه ف.
(٧) قوله : (ازّان) بمعنى تزين وأصله ازتين فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار ـ