يري إراءة (١).
واسم المفعول : مرئيّ ... إلخ ، أصله : مرؤوي ، فأعل (٢) كما في : «مهديّ» (٣). ولا يجب (٤) حذف الهمزة ؛ لأن وجوب حذف الهمزة في فعله ، غير قياسي (٥) كما مرّ ، فلا يستتبع المفعول وغيره (٦) ،
______________________________________________________
ومضارعه معا ؛ لكثرة استعمالهما دون أخواتهما ، قال ابن الحاجب : «إذا كان الماضي من الرؤية على زنة أفعل حذفت الهمزة حذفا لازما في الماضي والمستقبل جميعا ، وقيل : أرى يري فالتزموا كلهم التخفيف ؛ لكثرته في كلامهم ، ولهذا لم يلزم في قولهم : أنأى ينئي على وزن أعطى يعطي بل جرى في جواز التخفيف كغيره ؛ لأنه لم يكثر تلك الكثرة» إلى هنا عبارته ، وأما كيفية التخفيف في أرى يري فهو أن أصلهما أرأى يرئي على وزن أعطى يعطي نقلت حركة الهمزة إلى الراء الساكن قبلها فيهما ، ثم حذفت وإعلال الياء ظاهر. اه فلاح.
(١) قوله : (إراءة) أصله إرآي على وزن إكرام فخففت الهمزة بنقل حركتها إلى الراء وحذفها فصار إرايا ، وقلبت الياء همزة لوقوعها في الطرف بعد ألف زائدة فصار إراء ثم عوض الهاء من الهمزة فصار إراءة ، هذا هو العمدة فيه وإن جاز غيره.
وإذا علمت ما تلوناك كله ، ظهر بطلان ما ذكره بعض الشارحين من أن معنى قوله : وقس على هذا أرى يري ، أنه يجب التخفيف في مضارعه دون ماضيه ، كما يجب في مضارع رأى دون ماضيه ، وإنما قالوا ذلك ؛ لقصور نظرهم عن استعمالات القوم فلا تكن من القاصرين.
اه أحمد رحمهالله.
(٢) بقلب الواو ياء لاجتماعهما وسبق إحداهما بالسكون ، وإدغام الياء في الياء ، وكسر الهمزة للياء. اه ف.
(٣) أصله مهدوي كما سبق ، وإذا عرفت كيفية الإعلال في المفرد من اسم المفعول أمكنك القياس عليه في سائر تصاريفه ، وهو مرئيّان مرئيّون مرئيّة مرئيتان مرئيّات مرائيّ مريئيّ. اه ف.
(٤) قوله : (ولا يجب ... إلخ) دفع لما يظن من أن المفعول مأخوذ من المضارع فيكون تابعا له ففي الغابر قد حذفت الهمزة وجوبا كما عرفت ، ففي المفعول حذفها أيضا واجب بما ترى. اه تحرير.
(٥) قوله : (غير قياسي) ؛ لأن القياس أن لا تحذف الهمزة في المضارع كما لا تحذف في رأى ؛ لأن المضارع فرع الماضي لوروده بعده فوجب أن يكون حكمه على وفق الماضي في عدم حذف الهمزة وتليينها لكن وجب حذف الهمزة من المضارع ؛ لكثرة الاستعمال وهي ليس بموجبة لحذف الهمزة في الغير ؛ لأنه ثبت على خلاف القياس وكل ما كان كذلك لا يقاس عليه غيره. اه عبد الرحمن.
(٦) وغيره من اسم الفاعل والمكان والزمان والآلة في وجوب التخفيف ومعنى فلان يستتبع ـ