وعلى الحركة (١) لمشابهته (٢) الاسم في وقوعه صفة للنكرة (٣) ، نحو : مررت برجل ضرب ، وضارب ، وعلى الفتح (٤) ؛ لأنه أخف الحركات ، أو لأنه أخ السكون (٥) ؛ لأن الفتحة جزء الألف.
ولم يعرب (٦) ؛
______________________________________________________
والإضافة فإنها معان تقتضي الإعراب ، وفي الفعل لا يكون واحدا منها فبالحريّ أن يبنى.
وفيه بحث لأنه لا يلزم أن يكون المضارع مبنيا لفوات موجب الإعراب الذي عرفت مع أنه معرب. والجواب أن القياس يقتضي أن يكون المضارع مبنيا لفوات موجب الإعراب كما قلتم ، لكن إنما أعرب لعلّة سيجيء ذكرها وهى المشابهة التامة للمعرب كما بينه المصنف.
اه ح وف.
(١) قوله : (وعلى ... إلخ) لقائل إن يقول : إن المبني من الفعل لا يحتاج له إلى علّة البناء على مطلق الحركة ، وعلّة البناء على الحركة المعينة صرح بذلك الشيخ الرضي. فعلى هذا لا حاجة إلى قوله : إنما بني الماضي ... إلخ ، لأن الأصل لا يحتاج إلى نكتة ، إلا أن يقال : إنه بيان لأصالته في البناء ، هذا مأخوذ من بعض الشروح. اه غلام رباني.
(٢) قوله : (لمشابهته ... إلخ) وحاصل الجواب : أنّ للماضي أدنى مشابهة بالاسم وهو وقوعه موقع الاسم في كونه صفة للنكرة ، وهو موصوف فإن ضرب في المثال المذكور موقع ضارب في كونه صفة للرجل. اه ح.
وإنما كان هذا موقع ضارب لا ضرب ؛ لأن هذا موضع النعت ، وأصل النعت أن يكون تابعا لمنعوته في الإعراب وهذه التبعية حقيقة إنما يتحقق في المفرد المعرب وضرب مع ضميره جملة وغيره معرب فلا يكون هذا موقعه ، وإنما صح وقوعه في هذا الموقع لتأدية أصل معنى ضارب ، ولتحقق التبعية تقديرا ، أي : محلا. اه غلام رباني.
(٣) قوله : (للنكرة) إنما قيد بالنكرة احترازا عن المعرفة ، فإن الفعل لا يقع صفة للمعرفة نحو مررت بزيد ضرب فإنه نكرة شائع ، والمطابقة واجبة بين الصفة والموصوف. اه ح.
(٤) قوله : (وعلى الفتح ... إلخ) جواب سؤال مقدر وهو أن يقال : لم يبنى الماضي على الفتح دون الضم والكسر؟ فأجاب بقوله : وعلى ... إلخ. اه ح.
(٥) قوله : (أخ) فإن قلت : جزء الشيء لا يسمى مشابها وأخا له. قلنا : المراد من الأخوة المناسبة ولا يخفى أن جزء الشيء بالنسبة إلى الآخر بينهما مناسبة. اه ح.
قوله : (أخ ... إلخ) وقيل : إنما خص بالفتح لثقل الفعل لفظا ؛ إذ لا نجد فعلا ثلاثيا ساكن الأوسط بالأصالة ، ومعنى لدلالته على المصدر والزمان ، ولطلبه المرفوع دائما والمنصوب كثيرا. اه فلاح.
(٦) قوله : (ولم يعرب) ولما توجه أن يقال : إن الفعل إذا شابه الاسم المعرب يكون معربا ، ـ