لأن باءه ليست بمنزلة الاسم ، وبخلاف : ضربتموه (١) ؛ لأن الواو قد خرج من الطرف بسبب الضمير كما في : غطاية (٢).
وشدّد (٣) نون : «ضربتنّ» دون : «ضربن» لأن أصله : ضربتمن ، فأدغم الميم في
______________________________________________________
في آخر الاسم ففقد حذفها من ضربوا فلم يحذف. اه حنفية.
(١) قوله : (وبخلاف ضربتموه ... إلخ) لعله دفع دخل مقدر توجيه الدخل أن الميم في ضربتموه بمنزلة الاسم كما في ضربتم ، وقد وجد ما قبلها مضموما فينبغي أن يحذف الواو منه. وتقرير الدفع أن الواو قد خرج من الطرف بسبب اتصال الضمير ومن شرط الحذف وقوعها طرفا كما مر ، وانتفاء الشرط ينتفي المشروط ، فلذلك لم يحذف الواو في ضربتموه ، وإن خرجت من الطرف ظاهرا لكنها في حكم الطرف ؛ لأن الضمير غير لازمة للصيغة ، فقد يثبت تارة ويسقط تارة أخرى ، فينبغي أن لا يمنع به حذفها.
قيل : شرط الحذف فيما نحن فيه وقوعها طرفا لا في حكم الطرف كما مر فلذا لم تحذف.
اه مهدي.
(٢) قوله : (كما في غطاية) ، الجار والمجرور صفة مصدر محذوف أي : الواو في ضربتموه خرج من الطرف بسبب الضمير خروجا مثل خروج الياء عن الطرف بسبب لحوق التاء في غطاية.
قيل : الغطاية ليست بنظيره ، لأن التاء فيها موضوعة مع الصيغة. أجاب عنه : إن هذا التشبيه في نفس الخروج سواء كانت التاء عارضية أو أصلية. اه حنفية.
وفيه : أن التشبيه في الخروج غير مسلم ، كيف وأن الياء في غطاية خارج من الطرف بسبب لزوم التاء وعدم انفكاكها عن الكلمة ، بخلاف الواو في ضربتموه ، فإنه ليس بخارج من الطرف ؛ لأن لحوق الضمير عارض لا يعتد به فلم يخرج الواو من الطرف ، فكيف يصح التشبيه فافهم. اه غلام رباني.
* قوله : (كما في غطاية) في زيادة الميم لا لوجود علّة الزيادة فيه ، وهي الالتباس ، هذا وقال الفاضل الرضي : زيدت الميم قبل واو الجمع المخاطب ؛ لئلا يلتبس بالمتكلم ، إذا أشبعت ضمته ، فإنك إذا قلت : ضربتو لم يعلم أنه متكلم أشبعت ضمته للإطلاق ، أو جمع المخاطب. وخصت الميم بالزيادة ، لأن حروف العله متصلة قبل الواو ، والميم أقرب الحروف الصحيحة إلى حروف العلّة لغنتها ، ولكونها من مخرج الواو أي : شفوية ولذلك ضم ما قبلها ، كما يضم ما قبل الواو. اه فلاح.
وأسكنت الميم تخفيفا ؛ لأن ضمها لأجل الواو كما أن فتحها في التثنية لأجل الألف ، هذا إذا لم يلاق الميم بعد حذف الواو ساكنا بعدها ، وأمّا إذا لقي فيضم أيضا ردّا لها إلى أصلها نحو ضربتم القوم ، وقيل : وقد يكسر. اه فلاح.
دلو بالفتح كورة كه بان أب ؛ إذ بلا ونشانه كه بر اعضائ شتر ياشد ... إلخ. اه رشيدي.
(٣) قوله : (وشدد ... إلخ) أي : فإن قيل : لم شدد النون في ضربتن ... إلخ؟. ـ