قبل أن تنتفخ الأرض نتيجة عوامل طبيعيّة متلاحقة لتأخذ شكلها الحالي. وعلى إحدى قمم هذا الجبل الصغير ، الذي يعرف بجبل حريصا ، يقوم تمثال سيّدة لبنان ، وبجانبه البازيليك الحديث ، بإشراف بديع على خليج المدينة ، وعلى قمّتين موازيتين لجهة الجنوب ، يقوم دير الآباء البولسيّنين بقببه الرائعة ، ويبرز بجلال بناء صرح سيّدة بكركي ، المقرّ الرئيس لكرسي البطريرك الماروني.
ما زال للزراعة في تخوم المدينة بعض الوجود بعد أن احتلّ العمران معظم حقولها ، وهي تتشكّل في معظمها من أنواع الخضار والحمضيّات. وترتوي أراضي البلدة الزراعيّة من موارد مائيّة عدّة ، فأراضي صربا ترتوي من مياه نهر الكلب التي جرّت اليها عبر قناة تسقي ساحل كسروان الواقع بين جونيه والنهر ؛ وأراضي غادير ترتوي من مياه نبع حراش المتفجّرة بجوار عينطورة وزوق مكايل ؛ بينما تفتقر حارة صخر للريّ الفعلي إذ يقتصر السقي فيها على مياه بعض الآبار الأرتوازيّة. وتروي أراضي ساحل علما مياه نبع بطحا المتدفّقة عند حدود البلدة الشرقيّة. وعلى العموم ، فإنّ البناء آخذ في اجتياح الزراعة بشكل سريع ، وبات عدد الوحدات السكنيّة اليوم في مجمل مناطق المدينة حوالي ٢٠٠ ، ١٤ وحدة : ٢٠٠ ، ٦ في صربا ، و ٥٠٠ ، ٣ في غادير ، و ٥٠٠ ، ٣ في حارة صخر ، و ٠٠٠ ، ١ في ساحل علما. وتتنوّع هندسة البناء في المدينة أشكالا تتراوح بين هندسة أوائل القرن الحالي والهندسة العصريّة التي باتت طاغية بوضوح ، وما زال بعض سقوف القرميد ظاهرا في مجمل الأحياء ، مانحا جونيه جمالا تبرّج به شاطئ خليجها الغنيّ بالشكل الحسن ، وبذلك حافظت المدينة على مظهر تراثيّ محبّب.