٢٣ ديسمبر :
أنا الآن في مدينة بابل التي تبدلت اليوم إلى صحراء قاحلة ليس فيها زرع ولا نبات بعد أن كانت أكبر المدن القديمة وتعد مركز المدنية والحضارة في الأزمان السحيقة.
الساعة تشير إلى الثانية الزوالية ومع ذلك أظلمت الدنيا فجأة وهبت أعاصير من التراب والغبار وأحاطت بنا من كل جانب بحيث لم نعد نشعر بأنفسنا وخيل إلينا أن قد ضعنا في هذا الطوفان الترابي.
وفي هذه الأثناء لعلع الرعد في السماء وتلألأ البرق وبدأ الغيث يهطل مدرارا ، حتى داخلنا الخوف والهلع. وكانت هذه المرة الأولى بعد شهر مارس التي يحدث فيها مثل هذا الحدث لنا من هطول هذه الأمطار الغزيرة.
وعلى أي حال أبدت السماء في هذا اليوم كرما وسخاء كما أبدت عطفا علينا إذ سرعان ما انقطع المطر ووضعت بين أيدينا العاصمة القديمة. وفي الوقت