ولكن سرورنا لم يدم طويلا إذ سرعان ما وقعت حادثة أعادت الهلع والخوف إلى نفوسنا. ذلك أن ملاحي زورقنا سمعناهم يقولون من دون سابق إنذار! إنهم أن هرّبونا من شر «الكرنتينة» فإن ضميرهم لا يطاوعهم أن يهرّبونا من إدارة الكمرك أيضا! وكان عبثا وبغير جدوى أن صرخنا محتجين منكرين ما يريدون الإقدام عليه ... وفي هذه الأثناء قفز أحد الملاحين إلى الساحل وهرول إلى إدارة الكمرك وعاد بعد هنيهة ومعه عشرة من موظفيها الغلاظ!
دخل هؤلاء الزورق وأخذوا يفتحون صناديق بضائعنا الواحد بعد الآخر ويفتشونها بتدقيق وعناية بحجة أنهم يبحثون عن أسلحة حربية مهربة!
والواقع أني لم أكن أدري مع أي نمط من الناس كنت؟ لكي أضبط أعصابي وأمنع نفسي من أن تخرج عن طورها لتلك التصرفات الشائنة التي قابلونا بها ... فرأيتني أركب رأسي ويأخذ التأثير والانفعال مأخذا كبيرا مني وتتناثر من فمي كلمات قارصة وهو الأمر الذي أثار رئيس هؤلاء القوم فأمر أن يعيدونا ثانية إلى «الكرنتينة» فورا ..
وما كدت أسمع كلمة «الكرنتينة» حتى ثبت إلى رشدي وضبطت أعصابي فغيّرت أسلوب حديثي وأخذنا ـ زوجي وأنا ـ نساعدهم في حل أربطة ما بقي