من صناديق أمتعتنا ووضعنا كل ذلك تحت تصرفهم ووقفنا حيالهم مكتوفي الأيدي ، ننتظر بفارغ الصبر أوامرهم المطاعة!!
ولقد أثمر موقفنا الجديد منهم هذا وما أعطيناهم من حلوان «بقشيش» إذ غيروا هم أيضا معاملتهم لنا وأخذوا يرفعون إلى أعينهم عدسات وأدوات المسح الخاصة بزوجي وهم يردّدون بقولهم : عجبا عجبا ليس بين هذه الأشياء وبين البنادق الأمريكية أي شبه؟! لشد ما نحن أغبياء!!
وهنا حمل أحدهم قنينة خاصة بغسل أفلام التصوير وطلب أن أهبها له ظنّا منه بأنها غالية الثمن ولكي نتخلّص من شر هؤلاء القوم الغلاظ بسرعة أبديت كرما على خلاف عادتي ووهبتها له على الفور بلطف وود!! ورفع شخص آخر منهم إلى عينيه نوعا من صابون غسل الأيدي ثم قرّبه من أنفه يتشمّمه بدهش وجنون وأخيرا ذاقه بلسانه وقال : اني لم أر حتى الآن مثل هذه الحلويات اللذيذة فما ألذّها. وثالث ـ وكان يبدو أنه أذكى الآخرين ـ أخذ