يجرّب في لبس زوج من أحذيتي النسائية ولمّا لم يوفق لصغرها تركها جانبا وأخذ يفتش عن شيء مناسب آخر ... والرابع رأيته يتقدّم مني ويسألني أن أهديه ما كان معنا من أقلام التلوين ودهان التصوير!
وعلى أي حال وكيفما كان فقد أرضينا موظفي الكمرك الأتراك وأجبنا طلباتهم كلها وتابعنا سيرنا مبتعدين عنهم حتى كان أن دخلنا نهر البصرة غير مصدقين ولا مكذبين!!
ها نحن أولا نخترق شط العرب فرحين مسرورين دون أن يعكّر صفونا شيء .. فليس ثمة «كرنتينة». ولا موظف من موظفي الكمرك المخيفين! ننظر إلى ضوء القمر الفضي بروعة وافتنان كأننا في البندقية .. ولكن لا. ليست هذه بندقية ايطاليا بل هي بندقية الأقاليم الاستوائية. فالسماء صافية رائقة لا تجد فيها قطعة صغيرة من الغيوم والبيوت مختفية تحت ظلال غابات النخيل الكثيفة وأشجار الليمون المثقلة بأثمارها ذات اللون الأحمر الجميل وأشجار الموز