بأوراقها العريضة التي تزيد هذا المشهد روعة وإبداعا.
والدور الواقعة على الضفاف يخيّل للمرء تارة أنها تسبح في مياه النهر وتارة أخرى كأنها منتصبة على جانب سد ضيّق بإباء وإغراء!
وأمام صف هذه الدور المترامية تجد الزوارق الجميلة وقد ربطت بالساحل بشكل رائق أخاذ. والخلاصة أنه لا يوجد شيء هنا إلّا وهو جميل فاتن من بساط أخضر زاه ومن أشجار الفاكهة ومجاري المياه الهادئة وسماء شفافة مرصعة بالنجوم المتلألئة!
وأخيرا توقف زورقنا وهبطنا منه إلى ضفة النهر ، وكانت عليها كميات كبيرة من الحنطة وخلال مرورنا بها شاهدنا حارسين مدججين بالسلاح يحملان بأيديهما فانوسين خافتين وبعد لأي أوصلنا الدليل الذي استأجرناه ، إلى دار القنصلية (١) وكان أن طرقنا الباب ودخلنا إلى حجرة صغيرة أحكمنا رتاجها خلفنا ، لكي نستطيع أن نغيّر ملابسنا التي كانت مبتلّة بفعل رطوبة الجوّ لدرجة يظن معها بأننا قد خضنا بها مياه النهر!!
٤ ـ سبتمبر ١٨٨١
الواقع أن البصرة مدينة غريبة ، إنها تريك مشاهد مختلفة في اليوم الواحد ، ففي حالة المد عند ما ترتفع المياه وتغطي الساحل يخيّل إلى المرء أنه
__________________
(١) القنصلية الفرنسية.