بعد الآخر ولم يجشم أحد نفسه ترميم هذه السدود المهدمة التي اخترقتها المياه وغمرت أراضي واسعة كوّنت منها أهوارا ومستنقعات تتولّد عنها الأمراض الخطيرة. وإذا سألت أحد الموظفين الترك عن علّة سكوتهم عن هذا الأمر أجابك بقوله : ليس هذا بمهم والله كريم!!!
لا يستطيع علماء الآثار أن يفيدوا أي شيء في هذه المدينة ، لأنها حديثة البناء ولكن على العكس فالرسامون يجدون بغيتهم فيها لاقتباس «موديلات» جميلة للملابس؟!
في هذه المدينة الموبوءة طبقات مختلفة متفاوتة كما فيها أنماط شتى من الأهلين كل له خصائصه المميّزة من حيث طرز اللباس والمعتقدات!!
فالنساء التركيات يلففن أنفسهن ـ بدل العباءة ـ بقطعة رقيقة من القماش تسمى «ايزار» (١) وهي منسوجة من الحرير الأزرق أو الوردي أو الأبيض المصفر موشاة بأسلاك رقيقة من الفضة أو الذهب. ويلبسن تحت «الإيزار» عادة ثوبا قصيرا قد وشي بالفضة والذهب أيضا. وفوق هذه الأثواب القصيرة يرتدين في الغالب سترة دائرية الشكل (!) ويحتز من بحزام عريض صنع من الفضة محلّى بالجواهر النفيسة. وفي مقدمته قطعة كبيرة من الفضة. أمّا في أرجلهن فتجد (جزمات) صغيرة مثل التي تلبسها المرأة في مدينة بوشهر الواقعة في إيران!
__________________
(١) تصحيف «إزار» العربية. المترجم