أما النساء الأرمنيات فإنهنّ يلبسن أثوابا فضفاضة يسحبنها على أتربة الشوارع وأقذارها إذا ما سرن بها خارج منازلهن! والمرأة الأرمنية لا تخرج سافرة ، كالمسلمة بيد أنها في أغلب الأحيان تضع على وجهها قطعة رقيقة من القماش الأسود أو تلفّ رأسها بمنديل حريري وتكتفي بهذا فقط. وهي في الوقت نفسه تحلي يديها بالأسورة الذهبية وصدرها بالحلي النفيسة وشعرها بجواهر ثمينة متلألئة .. أما حذاؤها فيبعث شكله على القرف والاشمئزاز لقبحه وأبشع ما فيه أزراره الزجاجية أو المعدنية!! وأكثر نساء البصرة الحسناوات يرتدين مثل هذه الأحذية الدميمة التي تستورد من المملكة المتحدة!!
وإذا كانت النساء الأوروبيات هنا قد تطبّعن ببعض طباع نساء المدينة البلديات فالرجال منهم ـ أعني الأوروبيين ـ فما زالوا يحتفظون بملابسهم الخاصة المتكونة من بنطلون خاكي يميل إلى الصفرة وسترة لا يستطيع المرء أن يعين لها شكلا ولونا واحدا. وقد علمت أن هذا اللباس غير الجميل يقلّل من قيمة ومقام هؤلاء بين السكان الأصليين الذين يرتدون الكوفية والعقال والعباءة دائما تلك الملابس التي يعتزّون بها ويعتبرونها من مظاهرهم القومية الكريمة.