والتمر من محاصيل هذه المدينة المهمّة الأخرى يصدّر منها سنويّا ألوف الأطنان إلى الخارج أيضا ، وهذه الثمرة الغريبة تحوي شيئا كثيرا من المادة السكرية كما تحوي مقادير من الكحول التي لها شهرة عالمية لذا تكون لها أسواق رائجة خارج البلاد فتصدّر في سلال وأقفاص تصنع من الجريد وسعف النخل اللين تحملها السفن الشراعية والبخارية!!
والنخل ـ زيادة على أثمارها تلك ـ لها فوائد جمّة أخرى إذ يستفاد من جذوعها في إقامة الأبنية ومن أوراقها في صناعة الحصران والحبال المحكمة والزنابيل.
والخلاصة أنّ الطبيب بدل أن يذكر (٣٦٠) فائدة للنخل كأي حمال شيخ ايراني ثرثار .. فقد اختصر القول بأنها النخل .. والنخل وحدها هي التي يدين لها الشرقيون في حياتهم .. ولا سيما المسلمين الذين يعدون وجودها مفخرة في بلادهم .. ولا غرو في ذلك إذ إن ثمرها يكوّن العنصر الأهم في طعامهم وشرابهم!
يقول المؤرّخ المعروف القزويني (١) : «إن للنخل فوائد جمّة وإنها رمز الخير والبركة ولا تنمو إلّا في الأقطار الإسلامية».
ويؤثر عن النبي (صلىاللهعليهوسلم) قوله : «أن أكرموا عماتكم النخل فإنها خلقت من فضلة طينة آدم (٢)».
وممّا ذكره الطبيب لنا أيضا قوله : إن البصرة تكاد تكون مجمع المذاهب
__________________
(١) المعروف أن القزويني صاحب عجائب المخلوقات كان قاضيا وجغرافيّا لا مؤرخا.
«المترجم»
(٢) هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة وقد ذكره السيوطي في كتابه اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. «المترجم»