شريطة أن يتم ذبح هذين الحيوانين على أيدي القساوسة أنفسهم كما أنه يجب عند طبخ لحومها أن تراعى أصول النظافة بتدقيق وعناية فائقة وأن توضع في صحاف نظيفة جدّا. ومن عمليات التعميد والغسل الضرورية التي لا بد منها اثنتان الأولى بعد الولادة والثانية بعد الزواج. أما بعد الوفاة فلا يكون ثمة غسل قط لأن الصابئة يعدون جثة الميت أنجس الأشياء قاطبة ولذلك يتقززون ولا يتقربون منها ويعاملون المحتضر على فراش الموت معاملة وحشية لا تكاد تصدّق.
فعندما يشرف أحدهم على الموت في سكراته الأخيرة يأتي أصحابه إليه ويحملونه إلى حفرة يحتفرونها ويضعونه فيها والأنفاس تتردد في صدره ، وهم من حوله يجلسون القرفصاء ويبكون وينشجون في انتظار أن يجود بأنفاسه الأخيرة ، وعندما يحين ذلك يهيلون عليه التراب بسرعة ، ويعودون إلى منازلهم في مظاهرة طريفة!!
وإذا سألت أحدهم لماذا تقومون بهذه الأدوار المضحكة والأعمال الوحشية ، أجابك .. إنه من أجل ألّا تمس أيديهم جثة الميت النجسة ولكيلا يقربوها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا!!
وتعتقد هذه الفئة أن روح الميت تترك جسده بعد أربعين يوما من وفاته وأنها تصعد إلى الملكوت الأعلى وتمثل بحضرة ذات الجلالة بخشوع!
وطول هذه المدة ـ الأربعين يوما ـ يجتمع أقرباء وأصدقاء الميت في داره يأكلون صباح مساء من غذاء خاص يصنعه القس لهم يتكوّن من لحم الخروف وسمك وفاكهة وبعد أكل هذا الغذاء يطلب أقرب أقرباء الميت من الحضور أن يدعو الله لميتهم بالعفو والمغفرة!
ومن البديهي أن هذه الإجراءات التي تتم طول الأربعين يوما تكلّف أهل الميت الشيء الكثير من المال ، لذلك يجب على كل من يحضر هذه (الاحتفالات) أن يقدّم هدايا مناسبة إلى أهل الميت لسد تلك النفقات!!
وإذا أغضينا عن هذا العمل الوحشي الذي تقدم عليه الصابئة للمحتضر فإننا نراهم يتميّزون بشيء كثير من سمو الخلق وكرم الطباع حتى ليضرب