ولكن «اسدراس» (١) الذي كان ضمن الأسرى الإسرائيليين واستطاع أن ينجي مواطنيه من ذل الأسر ويعود بهم إلى بيت المقدس يرقد هنا على ساحل دجلة في مرقد هادئ غير فخم.
توقفت سفينتنا قبالة المرقد بعض الوقت لكي تحمل اليهود الذين جاؤوا لزيارته ومن السهولة أن أرسم صورة لمرقد هذا النبي. بنايته متكونة من قبة صنعت من الكاشي وذلك على طراز وأسلوب الأبنية الإيرانية التي كانت معروفة في زمن الشاه عباس الكبير. ويغلب على الظن أنه أنشئ مكان بناية قديمة مندثرة إذ تذكر روايات من التوراة أن اليهود كانوا يأتون لزيارة هذا المكان بالذات في الزمن القديم كما هو اليوم حال الذين يفدون زرافات ووحدانا وفي موسم خاصة لمرقد هذا النبي!
تعتمد شركات السفر النهرية في بلاد ما بين النهرين على أمثال هؤلاء المسافرين الذين يقصدون زيارة أنبيائهم وأئمتهم المختلفين ، ولو حظر ذلك
__________________
(١) Esdras عزرا أحد أنبياء اليهود المعروفين وقد عاش في القرن الخامس قبل الميلاد واستطاع أن يحمل ٤٧٧٥ شخصا على الهجرة من بابل إلى بيت المقدس ليزيدوا من معنويات الشعب هناك. وتنسب إلى هذا النبي أربعة كتب ولكن الكنيسة الكاثوليكية تنسب إليه كتابين فقط.