إلى محل العرش ويجلس على الأريكة للنظر في أمور الرعية وشؤون الامبراطورية!
ومن الطرائف التي تذكر عن هذا القصر أنه كانت تعلق قبالة الطاق ستارة طويلة عريضة ، وعند ما كانت الشمس تبزغ وتصل إلى سمت تعبر أضواؤها خلال الستارة يكون ذلك موعد قدوم الشهنشاه ، فتتخذ الترتيبات اللازمة ويستعد الجميع لاستقباله ، ويشير الشاعر الفارسي المعروف الفردوسي إلى هذا المعنى أيضا فيما يؤثر عنه في الأخبار والأشعار.
وتذكر الروايات أن ستائر أخرى كانت تزين حيطان البهو العظيم وهي مزركشة بالذهب الخالص البرّاق وأن الأعمدة كانت مغطاة بصفحات من الفضة المطلية ، وأرض الفناء قد فرشت بالسجاجيد النفيسة وأقمشة حرير علقت هنا وهناك للزينة أيضا .. وفي صدر المكان كان موضع أريكة العرش المرتفعة المصنوعة من العاج الأبيض الرائق وعندما كان الشاهنشاه يتربع عليها بملابسه الملونة الجميلة يتحلّق حوله أفراد الحاشية الملكية وموظفو البلاط فيضاف إلى روعة المنظر وجلاله!
أمّا في الليل فكانت ثمة ألوف من المصابيح من الفضة والذهب الجميلة معلّقة في سقف البهو وهي تضاهي النجوم بفتنتها وإضاءتها وتحيل المكان إلى نهار مشرق.
ولكن المؤسف أن تقلب الزمان ومرور تلك الأعوام الطويلة وغارات اللصوص ، كل ذلك لم يبق شيئا من نفائس هذا المكان وروعته وعظمته اليوم ، إلّا أن هيكل القصر العام ما زال قائما محافظا على شكله الأول على رغم حملات الروم والعرب والتتر الذين لم يستطيعوا أن يمسوه بسوء ومحاولاتهم المكررة لهدمه ومحوه من وجه الأرض ، وكل ما استطاعوا أن هدموا بعض أقسامه وحملوا نفائسه ومجوهراته وقسما من آجره التي كانت تزينها المعادن المختلفة.