وتأتي هذه الأكلاك عادة من النواحي البعيدة جدّا التي يكثر فيها الخشب والغابات لأن ذلك من المواد الأولية في صنعها والتي لا توجد منها في بغداد. هذا ما يستخدم في السفرات البعيدة بين الأصقاع الواقعة في الشمال. أمّا ما يستخدم بين العاصمة وضواحيهما والقرى القريبة فبوسيلة أخرى تسمى «القفة» وهذه تكون على شكل دائري مقعر وتصنع عادة من سعف وجذع النخل وذلك بعد أن تطلى بطبقة كثيفة من القار. والقفة يديرها شخصان ويسيرانها بواسطة مجاذيف طويلة يحركانها تارة هنا وأخرى هناك! لذلك هي أقل الوسائط الأخرى سرعة ولكنها آمنها وأكثرها اطمئنانا من التعرّض لأخطار الغرق ، وإن شحنت ببضائع ثقيلة ولم يفصل حافتها عن مستوى الماء إلّا خمسة عشر سنتيمترا فقط .. مع ذلك لا تخترقها قطرة واحدة من مياه النهر! والقفة هذه تكاد تختص بحمل أنواع الفواكه المختلفة مثل الرقي والبطيخ في فصل الصيف إلى بغداد.