أول هؤلاء المفسرين هو أبو حنيفة الذي ولد سنة (٧٠٠) ميلادية في إيران (١) وانتقل بعدها إلى بغداد وأقام فيها ، ومؤيدوه في الأغلب هم من سكنة بلوجستان وأفغانستان والترك.
وثانيهم مالك وقد ولد في المدينة المنوّرة سنة (٧٩٥) ميلادية وأتباعه هم من الإفريقيين.
وثالثهم الشافعي وينتهي نسبه إلى قريش قبيلة النبي العربي ولد سنة (٨٢٠ م) في المدينة أيضا وكان يعيش فيها.
والرابع كان ابن حنبل ولد سنة (٨٥٥ م) وكان إمام بغداد ويتبعه كثير من الأعراب.
يتفق زعماء هذه الفرق الأربع فيما بينهم على أغلب المسائل الدينية ولكنهم يختلفون في تفسير آيات من القرآن المقدس ، ولكن أتباع هذه الفرق لكل منهم خصائص نفسية وروحية مختلفة بحيث يستطيع المرء أن يضع يده عليها بسرعة .. فالحنبليون الذين كانوا آخر من دخل الإسلام (٢) متعصبون كثيرا لمبادئ الدين ومتحمسون أكثر ممن سواهم وأنهم لهذا السبب ثاروا عدّة مرات في زمن الخلفاء العباسيين ، وقاموا باضطرابات في بغداد ، فقد كانوا يدخلون المنازل مع زعمائهم ويحطمون زجاجات الخمر وآلات الموسيقى
__________________
(١) بل كان من أهل الكوفة. «المترجم»
(٢) بنت السائحة وهمها هذا على أن الحنبلية دين الأعراب وأن الأعراب آخر من دخل الإسلام من بلاد العرب. «المترجم»