ذلك على أبدانهن لا على وجوههن ، مع علمنا بأن إصابتهن بها جد قليلة.
وأغرب من كل ذلك أن الأطباء لم يستطيعوا أن يجدوا دواء يعالجون به هذه الآفة العجيبة حتى الآن.
* * *
وبعد أن انتهت مراسم الاستقبال اجتمعنا كلنا في حجرة الطعام حول مائدة لم تكن بالطويلة وهنا أخذنا نتجاذب أطراف الحديث ، وكان أن ذكرت مدينة الموصل وخرائب خرساباد وقوئيون جيق «قوسنجق» (١) ، فأبدى زوجي مارسيل رغبته الملحة في زيارة تلك الأمكنة التاريخية ، بيد أن الراهب الذي كان يجلس معنا حول مائدة الطعام كان قدم من الموصل قريبا صرف نظر زوجي من القيام بمثل هذه السفرة بقوله : إن الحفريات قد عطلت منذ حين في تلك المناطق وإن الأبنية التي اكتشفت وأخرجت من تحت الأرض قد غطاها التراب مرة أخرى وأخفتها الأوحال التي أحدثتها الأمطار الغزيرة بحيث لم يعد يبدو منها شيء» ثم أضاف يقول : «وإذا أردت أن تشهد منازل سارغون وسنحاريب مثلا فيجب عليك في هذه الحالة أن تزيح التراب والأوحال عنها أي يجب أن تقوم بحفريات جديدة وهذا ما لا تستطيع القيام به على ما أعتقد»!
١٨ ـ ديسمبر :
سمعت ـ أول من أمس ـ زوجي يقول : «إنني عندما كنت في ايران خلال سفرتي هذه كان ذكاء وحس أهالي هذه البلاد موضع عجبي وإعجابي ولكني كنت أبدي تذمري وشكواي في نفس الوقت من إدارة البلاد وطرز حكومتها وأخلاق وسيرة شعبها. ومنذ وطأت قدمي تركيا ـ ويقصد أرض العراق أخذت أترحم على الأيام التي أمضيتها في إيران وآسف على فراقها والابتعاد عن شعبها ـ على علّاته ـ حتى يخيّل إليّ أنني خرجت من الجنة وهبطت إلى دركات الجحيم».
__________________
(١) تقع هذه الأمكنة في نواح من كردستان.