للأُسلوب المناسب في كل مدينة فقد استعمل أُسلوب التقريع والتأنيب في الكوفة مع أهلها لأنهم يعرفون الحق بصورة تامة ويخالفوه . قال الامام عليهالسلام : « أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل وترات أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا .
أيّها الناس ، فانشدكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من نفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه فتباً لما قدمتم لأنفسكم وسوءة لرأيكم بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ يقول لكم ، قتلتم عترتي وأنتهكتم حرمتي فلستم من أُمتي » .
قال الراوي : فارتفعت الأصوات من كل ناحية ويقول بعضهم لبعض هلكتم وما تعلمون ، فقال عليهالسلام رحم الله امرءاً قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته فأنا لنا في رسول الله أُسوة حسنة ، فقالوا بأجمعهم نحن كلنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ... الخ .
وأُسلوب الإقناع الهادئ مع الشاميين ، كما في مسألة الشيخ الذي حاوره الامام عليهالسلام في الشام وذكر له الآيات التي نزلت في أهل البيت فاعتذر من الامام ولعن يزيد وتبرء منه .
واستعمل الامام علي بن الحسين عليهالسلام أُسلوباً وسطياً مع
أهل المدينة يتناسب وموقفهم الوسطي ، فلما رجع إلى المدينة ، يقول الراوي فخرج علي بن الحسين من فسطاطه وهو خارج المدينة ومعه خرقة يمسح بها دموعه وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك عن العبرة وارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين النسوان والجواري والناس يعزّونه من كل ناحية فضجّت تلك