الليل ويتهجّد بآيات القرآن الكريم ، وهكذا نظرت إلى أُمّها الزهراء عليهاالسلام وهي تقوم أكثر الليالي حتى لقد حدّث الحسن المجتبى عليهالسلام قال رأيت أُمي في ليلة من ليالي الجمعة ، وقد صفّت قدميها واستقبلت القبلة ولم تزل راكعة ساجدة إلى أن اتضح عمود الصباح وما سمعتها دعت لنفسها بل كانت تدعوا لجيرانها ولمّا سألها الحسن عليهالسلام عن سبب ذلك فقالت الجار ثم الدار ، وكذلك نظرت إلى أبيها أمير المؤمنين وكيف كان يقوم الليل حتى كانت تعتريه بعض الحالات التي يكون فيها كالخشبة اليابسة ، إنّ هذه المشاهد من شأنها أن تؤثر في الذريّة والأبناء وكل من يشاهدها ، من هنا كان من ألقاب الحوراء زينب عليهاالسلام « عابدةٌ آل علي » ، ولذا لا نستبعد ما نقله المحقق الشيخ جعفر النقدي في كتابه ( زينب الكبرى ) قال ان الحسين عليهالسلام أوصى زينب « أُخيّه لا تنسيني في صلاة الليل » .
من آثار العبادة :
أولاً : اليقين : العبادة تصقل النفس الإنسانية وتزكّيها خصوصاً إذا كانت العبادة عن علم ومعرفة ، وإذا زكت النفس ، أصبح القلب مستعدّاً لتلقّي الفيوضات الربانيّة والعلوم الدينية التي تفاض عليه . وهكذا كانت الحوراء زينب عليهاالسلام كما وصفها جّة العصر زين العابدين عليهالسلام : « أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهمة غير مفهّمة » .
ثانياً
: الصبر على مجابهة الصعاب والشدائد :
من جملة آثار العبادة الصحيحة لله عزّ وجل ، العبد يشعر بالطمأنينة والسكينة قال تعالى : ( أَلَا بِذِكْرِ
اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
وهذه السكينة التي تحصل عند العبد تورثه الرضا بما يصدر عن الله تبارك وتعالى فلا يعترض على أمره أو شيء من قدره ، وهكذا كانت الحوراء زينب عليهاالسلام
حينما خاطبها اللعين عبيد الله بن زياد في الكوفة أرأيت كيف صنع الله