فوقعت خطأً في ابن الملك وقتله ووصل الخبر إلى الملك ، تهستر الملك واصدر أمراً أيّها الناس أموال التاجر الفلاني هي هبة لكم ، وهجم الناس عل داره ، ينقل الناقل وفي ذلك اليوم لم يكن له مجال في بيته ليأكل الطعام بل أكل الطعام في الشارع مع زوجته .
إذن الانسان فقير إلى الله حتى مع غناه ، من هنا نلاحظ الأئمة عليهمالسلام في كل الحالات يدعون الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء ، ونحن خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به أهلنا وإخوتنا وقد تكالب فيه اليهود على محو التشيّع واعلامه والظرف العصيب الذي يمرّ به مراجعنا في النجف الأشرف خصوصاً ما أحوجنا إلى أن نتضرّع إلى الله ليكشف ذلك عنّا وعن شعبنا في العراق . ولنا أُسوة حسنة بصاحب المنبر سيّد الشهداء الذي كان يدعو الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء وكان من دعائه في يوم عرفة « اِلٰهي اَنَا الْفَقيرُ في غِنٰايَ ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ فَقيراً في فَقْري ، اِلٰهي اَنَا الْجٰاهِلُ في عِلْمي ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ جَهُولاً في جَهْلي ، اِلٰهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوٰآءِ مَقٰاديرِكَ ، مَنَعٰا عِبٰادَكَ الْعٰارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلىٰ عَطٰآءٍ ، وَالْيَأْسِ مِنْكَ في بَلٰآءٍ » .
ولمّا نظر إلى الجموع التي خرجت لقتاله
والتي بلغ عددها ثلاثون ألفاً قال : « اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدّة كم من همٍّ يضعف عنه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويشمتُ فيه العدو ويخذل فيه الصديق ، انزلته بك وشكوته إليك رغبة مني عمّن سواك ففرجته وكشفته فأنت وليُّ كل نعمة وصاحبُ كل حاجة ومنتهى كل رغبة » . ولم يفتر الإمام الحسين عن الدعاء حتى لمّا سقط من على ظهر جواده مضمخّاً بدمائه الزاكية وذلك لما أتاه ذلك السهم المسموم الذي له ثلاث شعب فوق على قلبه ، فقال عليهالسلام
: بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم رفع رأسه إلى السماء وقال إلهي تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب !