دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالساً فقلت أصبحت بحمد الله بارئاً فقال أبو بكر : أما إنّي على ما ترى بي ... إنّي لا آسىٰ على شيء إلّا على ثلاث وددت إنّي لم أفعلهنّ وددت انّي لم أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب ، وددت إنّي يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر فكان أميراً وكنت وزيراً (١) .
علماً أنّ هذا المقطع رواه كذلك المتقي الهندي في كنزل العمال ٥ / ٦٣١ رقم الحديث ١٤١١٣ ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ٣ / ١١٧ ـ ١١٨ ورواه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ وغيرهم .
ومن هنا أشارت الزهراء عليهماالسلام بعد كلامها مع الأول يقول الراوي ثم عطفت على قبر النبي وقالت :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب |
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم |
|
لمّا مضيت وحالت دونك الترب |
تجهّمتنا رجال واستخف بنا |
|
لمّا فقدت وكل الأرض مغتصب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا |
|
لمّا مضيت وحالت دونك الكثبُ |
* * *
من غبت يا سيد البريّه |
|
ردت أصحابك جاهلية |
للدار اجوني اشلون جيّه |
|
جدامهم نسل الدعيّه |
ورى الباب لمّن هجس بيّه |
|
عصرني او طحت فوگ الوطيّه |
* * *
______________________
(١) لسان الميزان ٤ / ١٨٨ ـ ١٨٩ .