خلقه الرفيع وتعاليمه القيّمة ، فهو رحمة لجميع الناس ، حتى لمن عاداه وناواه لمّا دخل مكة فاتحاً منتصراً قال قولته المعروفة لمن آذاه وطرده من بلاده : «اليوم يوم المرحمة اليوم تأوىٰ الحُرمه » ومن قبل ذلك دعا لهم حينما أدموه وآذوه نزل جبرئيل عليهالسلام ثم قال : « اللهمّ اهدي قومي فانّهم لا يعلمون انّي نبي » . وهو صلىاللهعليهوآله قائد كل خير ، فسلام عليك يا رسول يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّا .
قال في الكوكب الدري الشيخ الحائري المازندراني قدسسره : أنه لما دنت الوفاة من رسول الله صلىاللهعليهوآله قالت فاطمة الزهراء مخاطبة أباها : يا أبتاه ألا تكلّمني كلمة أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً ، ففتح عينيه وقال : بنية نعم وإني مفارقك فسلام عليك مني . وفي ذلك اليوم التفت الرسول صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام ويد فاطمة بيده صلىاللهعليهوآله فوضعها في يد علي وقال : يا أبا الحسن هذه وديعة الله ورسوله محمد عندك فاحفظ الله واحفظني فيها وإنّك لفاعله ، يا علي هذه والله سيدة النساء من الأولين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى ، أما والله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم فأعطاني فيما سألته وأعلم يا علي أنّي راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربّي وملائكته ، يا علي ويل لمن ظلمها وويل لمن ابتزّها حقّها وويل لمن هتك حرمتها ويل لمن أحرق بابها وويل لمن آذى خليلها وويل لمن شاقها وبارزها وهم منّي براء . أقول يا ويلهم لم يحفظوا وصية النبي في ابنته ، اظلموها دخلوا دارها ، كسروا ضلعها ، أَسقطوا جنينها ، غصبوا ارثها ، ظلموا بعلها .
جمعوا على بيت النبي محمد |
|
حطباً وأوقدت الضعائن نارها |
رضّوا سليلة أحمد بالباب |
|
حتى أنبتوا في صدرها مسمارها |
عصروا ابنة الهادي الأمين |
|
واسقطوا منها الجنين وأخرجت كرارها |
* * *