يمثل النبي في أخلاقه |
|
فانه النابت من أعراقه |
له كرامات ومكرمات |
|
في صفحات الدهر بيّنات |
شهود صدق لسمو ذاته |
|
كأنه النبي في صفاته |
ترى الملوك سجداً ببابه |
|
فالعز كل العز في اعتابه |
* * *
انظروا ما يقوله ابراهيم بن العباس عن مكارم أخلاقه ، يقول : «ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، ما جفا أحداً قط ، ولا قطع على أحد كلامه ، ولا ردّ أحداً عن حاجة ، وما مدّ رجليه بين جليسه ، ولا اتكأ قبله ، ولا شتم مواليه ومماليكه ، ولا قهقه في ضحكه ، وكان يُجلس على مائدته مماليكه ومواليه ، قليل النوم بالليل ، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى آخرها كثير المعروف والصدقة ، وأكثر ذلك في الليالي المظلمة » (١) .
١ ـ تواضعه : وقد دلّت الرواية الآنفة الذكر على تواضع الإمام الرفيع في فقرة منها ، ومن معالي أخلاقه وتواضعه ، بعد أن فرض عليه المأمون ولاية العهد ، يقول الرواة ، إنّه احتاج إلى الحمام فكره أن يأمر أحداً بتهيئته له ، ومضىٰ إلى حمام في البلد لم يكن صاحبه يظن أن ولي العهد يأتي إلى الحمام في السوق فيشغل فيه ، وإنما حمامات الملوك في قصورهم ، ولما دخل الإمام الحمام كان فيه جندي ، فأزال الامام عن موضعه وأمره أن يصبّ الماء على رأسه ، ففعل الامام ذلك ودخل الحمام رجل كان يعرف الامام فصاح بالجندي هلكت ، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فذعر الجندي ، ووقع على الامام يقبل أقدامه ويقول له متضرعاً : « يابن رسول الله ! هلا
______________________
(١) حياة الامام الجواد ( للقرشي ) : ٣٧ وكذلك في كشف الغمة : ٢٧٤ .