نعينك عليها فاستحىٰ الرجل وسكت فأمر له الإمام بألف درهم فكان هذا سبباً لهدايته وانصرف يقول اشهد أنك ابن رسول الله .
٥ ـ تواضعه ، كان عليهالسلام إذا دخل عليه ختنه على ابنته أو أُخته بسط له رداءه وقال مرحباً بمن كفىٰ المؤمنة وستر العورة .
٦ ـ تواضعه ، إذا سافر كتم نفسه عن الرفقاء وقام بما يحتاجون إليه فسافر مرة مع من لا يعرفه فرآه رجل يعرفه فقال لهم أتدرون من هذا انه علي بن الحسين فسقطوا عليه يقبلّون يديه ورجليه ويعتذرون من التقصير معه وسئل عن سبب السفر مع من لا يعرفه فقال سافرت مع قومٍ يعرفونني فاعطوني برسول الله ما لا استحق فهذا ألزمني بالسفر مع من لا يعرفني (١) .
٧ ـ كان يدعو عند المحنة أو قبلها الله تعالى بهذا الدعاء : « ربّ كم من نعمة انعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري وكم من بليةٍ ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري فيا من قلّ عند نعمه شكري فلم يحرمني وقلّ عند بلائه صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابداً ويا ذا النعماء التي لا تحصىٰ ابداً صلّ على محمد وآله وادفع عنّي شرّه فاني ادرأ بك في نحره واستعيذ بك من شرّه » (٢) .
وعن الامام زين العابدين دعا بهذا الدعاء لمّا بلغه توجه مسرف نحو المدينة .
٨ ـ حبّه لحج بيت الله الحرام : شاهده عبد الملك بن مروان يطوف بالكعبة والهيبة الإلهية تعلوه ، وقد تجلّت له عظمة الباري سبحانه واعضاؤه ترتعد من خشيته ، وتعجب ابن مروان من اعراض الامام عنه ، وفاته أنّ من أقبل على الله بكلّه لم يرَ في الوجود غيره فقال لمن حضر عنده ردّه إليّ فلما جيء به إليه قال له
______________________
(١) عيون اخبار الرضا : ٢٨٣ .
(٢) الإرشاد ، للشيخ المفيد .