عبد الملك إني لست قاتل ابيك فما يمنعك من المصير إليّ ، قال الإمام عليهالسلام : إنّ قاتل أبي عليهالسلام أفسد دنياه عليه بما فعله وأفسد أبي عليه بذلك آخرته فان احببت ان تكون مثله فكن قال عبد الملك كلّا ولكن صِر إلينا لتنال من دنيانا فعندها ابدىٰ زين العابدين من تصرفات الامامة ما أبهر العقول حين بسط رداءه وقال اللهمّ أره حرمة أولياءك عندك فنظر الحاضرون وإذا الرداء مملوء دراً يكاد شعاعه يخطف الأبصار وقال لعبد الملك ان من يكون هذا حرمته عند الله تعالى لا يحتاج إلى دينارك ثم قال اللهمّ خذه فلا حاجة لي به فنظروا إلى ردائه فإذا هو خالٍ من ذلك .
٩ ـ هشام حينما أراد التنكر لمقام الامام زين العابدين عليهالسلام مدحه الفرزدق :
هذا الذي تعرفُ البطحاء وطأته |
|
والبيتُ يعرفه والحِلَّ والحَرمُ |
هذا ابنُ خير عبادِ الله كلِّهم |
|
هذا التقيُّ النقيّ الطاهر العلمُ |
إذا رأته قريش قال قائلها |
|
إلى مكارم هذا ينتهي الكَرم |
هذا ابن فاطمة إن كُنتَ جاهلهُ |
|
بجدّه انبياء الله قد ختموا |
ما قال لا قطُّ إلّا في تشهّده |
|
لولا التشهد كانت لاؤه نعم |
عمّ البرية بالإحسان فانقلعت |
|
عنها الغيابة والاملاق والعدم |
فليس قولك من هذا بضائره |
|
العُرُب تعرفُ من أنكرت والعجم |
* * *
١٠ ـ الشهادة : عن النبي صلىاللهعليهوآله : « ان فوق كل ذي برٍ بر ، حتى يقتل في سبيل الله فإذا قُتل فليس فوقه بر » (١) .
عن الرسول صلىاللهعليهوآله : « ما من نبي ولا وصي إلّا شهيد » (٢) .
______________________
(١) الكافي على هامش مرآة العقول ج ٣ ، ص : ٣٧٨ .
(٢) بصائر الدرجات : ١٤٥ .