فلولا قيام الحسين عليهالسلام لاندثر ذكر النبي واندثرت رسالته .
يقول الشاعر الأديب :
غداة ابو السجاد قام مشمّراً |
|
لتشييد دين الله إذ جدّ هادمه |
ورام ابن ميسون على الدين امره |
|
فعاثت بدين الله جهراً جرائمه |
فقام مغيثاً شرعة الدين شبل من |
|
بصمصامه بدءاً أُقيمت دعائمه |
فصال عليهم صولة الليث مغضباً |
|
وعساله خصم النفوس وصارمه |
إلى أن أعادَ الدين غضّاً ولم يكن |
|
بغير دماء السبط تسقىٰ معالمه |
ورضّت قراهُ العاديات وصدره |
|
وسيقت على عجب المطايا كرائمه |
* * *
نعم بدماءه الزاكية خطّ للأجيال طريق الحريّة والكرامة والعزّة ، وأحيىٰ دين جده المصطفى صلىاللهعليهوآله . لذلك صارت زيارته زيارة لجدّه الرسول ، وهكذا قطع رأسه في الحقيقة هو قطع لرأس النبي ، يقول السيد بحر العلوم :
ورأسُك أم رأس النبيّ على القنا |
|
بآية أهل الكهف راح يردّدُ |
* * *
ولذلك أقبل الصحابي الجليل القدر جابر بن عبد الله الأنصاري الذي سمع من الرسول فضل زيارة الحسين عليهالسلام وإنّ زيارته تُعَد في الحقيقة زيارة لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
حيث روى الأعمش بن عطية العوفي قال خرجت
مع جابر الأنصاري زائراً قبر الحسين عليهالسلام
، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتّزر بازار وارتدىٰ بآخر ، ثم فتح صرّة فيها سُعد فنثرها على بدنه ثم لم يخطو
خطوةً إلّا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال المسنيه فالمسته فخرّ على القبر مغشيّاً