وذكر مظلوميته ، وكمثال على ذلك دعبل الخزاعي لمّا نظم قصيدته التائية قصد الامام الرضا عليهالسلام بخراسان فلما التقى الامام رضا عليهالسلام قال سيّدي مولاي آليت على نفسي ان لا أنشدها أحداً قبلك « وليس ذلك إلّا لعلمه بمحبة الامام عليهالسلام لذلك » فقال هاتها فانشده القصيدة المعروفة والتي منها :
تجاوبن بالإرنان والزفرات |
|
نوائح عجم اللفظ والنطقات |
يخبّرن بالأنفاس عن سر أنفس |
|
أُسارى هوى ماض وآخرآت |
بكيت لرسم الدار من عرفات |
|
واذريت دمع العين بالعبرات |
* * *
إلى أن بلغ إلى قوله :
ارى فيئهم في غيرهم متقسماً |
|
وايديهم من فيئهم صفرات |
* * *
بكى ابو الحسن عليهالسلام وقال صدقت يا خزاعي ولما وصل إلى قوله :
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم |
|
أكفّاً عن الأوتار منقبضات |
* * *
جعل ابو الحسن يقلّب كفيه ويقول أجل والله منقبضات ، ولما وصل إلى قوله :
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها |
|
وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي |
* * *
قال له الرضا عليهالسلام آمنك الله يوم الفزع الأكبر ولمّا وصل إلى قوله :
وقبر ببغداد لنفس زكيّة |
|
تضمنها الرحمن بالغرفات |
* * *