فيها](١) إلى أن يخرج من جبل القمر (٢) خلف خط الاستواء. وليس فى الدنيا نهر يصب فى بحر الروم والصين غير نيل مصر. وليس فى الدنيا نهر يزيد ويمتد فى أشد ما يكون [١٥] من الحر حين تنقص أنهار الدنيا وعيونها غير النيل. وكلما / زاد الحر كان أوفر لزيادته (٣).
وليس فى الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل ، ولا يجبى (٤) من خراج نهر من أنهار الدنيا ما يجبى (٤) من خراج النيل (٥). وليس فى الدنيا نهر ينبت عليه القمح اليوسفى (٦) غير النيل.
قال الكندى : وولى ابن «الحبحاب» (٧) خراج مصر لأمير المؤمنين هشام ، فخرج بنفسه فمسح أرض مصر التى «تروى» (٨) بالنيل عامرها وغامرها ، فوجد فيها ثلاثين ألف ألف فدان.
__________________
(١) «العمارة» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من معجم البلدان ، ج ٤ ، ٨٦٢.
(٢) ورد فى الفضائل الباهرة أن جبل القمر «يستوى فيه الليل والنهار ، وأضيف إلى القمر لأنه يظهر تأثيره فيه عند زيادته ونقصانه بسبب النور والظلمة والبدوّ والمحاق. وقيل سمى جبل القمر لأن القمر لا يطلع عليه. انظر : الفضائل الباهرة ، ص ١٦٢ ؛ راجع أيضا : الخطط ، ج ١ ، ص ٥٢.
أما كلاودوس بطلميوس ـ أعظم الجغرافيين القدماء فى القرن الثانى الميلادى ـ فقد أشار إلى أن هناك جبالا شامخة فى جنوب منابع النيل تغطيها الثلوج اسمها «جبال القمر». بينما أكثر الكتاب يرون أن القدماء إنما أرادوا بجبال القمر تلك الجبال البركانية الشاهقة أمثال كينيا وكليمنجارو والجون الواقعة جنوب وشرق بحيرة فكتوريا.
انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٧.
(٣) ورد هذا النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٥٩ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٦ ـ ٧٧.
(٤) «يجبا» فى نسختى المخطوطة. والصحيح ما أثبتناه.
(٤) «يجبا» فى نسختى المخطوطة. والصحيح ما أثبتناه.
(٥) ورد هذا النص فى معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٨٦٢ ـ ٨٦٣ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٥٩ ؛ فضائل مصر وأخبارها ، ص ٧٧.
(٦) ذكر المسعودى أن القمح اليوسفى هو أعظم القمح حبا ، وأطوله شكلا ، وأثقله وزنا. انظر : التنبيه والإشراف ، ص ٢٠ ، تصحيح عبد الله إسماعيل الصاوى ، القاهرة ١٩٣٨ م.
(٧) «ابن الجناب» فى نسخة ح. وهو عبيد الله بن الحبحاب السلولى ، كان صاحب خراج مصر من قبل الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك. انظر : الكندى : ولاة مصر ، ص ٩٥ ـ ٩٨ ؛ راجع هذا النص فى فضائل مصر وأخبارها وخواصها ، ص ٨٩ ـ ٩٠ ؛ الفضائل الباهرة ، ص ١٢٣ ؛ الذهبى : تاريخ الإسلام ، حوادث سنة ٤٧٨ ه ، ص ٤٧٨ ، تحقيق عمر عبد السلام تدمرى ، ط. الثالثة ، دار الكتاب العربى ، بيروت ١٩٩٧ م.
(٨) «يروى» فى نسخة ح. وقد ورد النص فى الفضائل الباهرة ، ص ١٦٢.