والإخلاص ، والتجرد لله حتى يكون ذلك زادا له يوم القيامة يوم يقوم الناس ليوم الحساب ، فتعرض صحائف العباد على الله تعالى ، ويسأل الإنسان عما عمله فيكون جواب المسائل المقدمة إليه حاضرا في ذلك اليوم ، قال تعالى ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) ١ ، وقال : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) ٢ .
ثم يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« وقرب فيه وسيلتي إليك من بين الوسائل »
و [ الوسيلة ـ لغة ـ ما يتقرب به إلى الغير وجمعها الوسيل ، والوسائل ، والتوسيل ، والتوسل شيء واحد ، ويقال توسل إليه بوسيلة ، إذا تقرب إليه بعمل ] ٣ .
ومعنى هذه الفقرة واضح بعد معرفة الوسيلة لغويا ، أي : أجعل عملي الذي أتقرب به إليك قريبا منك بالرضا به والقبول مني .
ثم يختم صلىاللهعليهوآلهوسلم الدعاء بقوله :
« يا من لا يشغله إلحاح الملحين »
وقد ورد في دعاء آخر : « يا من لا تشتبه عليه الأصوات ،
__________________
١ ـ سورة الإسراء ، الآية : ١٣
٢ ـ سورة الصافات ، الآية : ٢٤
٣ ـ مختار الصحاح : ٧٣١