وصفوة عباد الله الصالحون ، ولذلك يطلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائه أن يكون منهم ، قال تعالى :
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ١ .
والقنوت : أصله الطاعة ، ومنه قوله تعالى : ( وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ) ، وقوله تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ) ٢ .
[ وأكثر علمائنا قالوا باستحبابه في الصلاة ، وقال الشيخ الصدوق ، وابن عقيل : بوجوبه ، ومحله في جميع الصلوات الواجبة والمندوبة بعد قراءة السورة الثانية ، وقبل ركوعها ، وفي الجمعة قنوتان في الأولى قبل الركوع ، وفي الثانية بعده ، والقنوت كله جهار كما في رواية زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، ويذكر أن الإمام الشافعي ـ محمد بن إدريس ـ كان يقنت بصلاة الصبح فقط لما كان بالقاهرة ، فلما جاء إلى بغداد لم يقنت احتراما لمذهب : أبي حنيفة ] . ٣
ثم يدعو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقول :
« واجعلني فيه من أوليائك المقربين »
أي : أجعلني من المحبين المقربين لك بالطاعة والتهجد .
[ والأولياء جمع ولي ، وهو لغة ضد العدو وكل من ولي أمر واحد فهو وليه ] ٤ .
والولي هو : المحب ، والناصر ، والجار ، والحليف ، وابن العم كذلك .
__________________
١ ـ سورة الأنبياء ، الآية : ١٠٥
٢ ـ سورة البقرة ، الآية : ٢٣٨
٣ ـ كنز العرفان ، ١ / ١٤٥
٤ ـ مختار الصحاح : ٧٣٦