فاعلا امتنع تقديمه : فلا يجوز : «ما ضرب إلا زيد عمرا» فأما قوله : «فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا» فأوّل على أنّ «ما هيجت» مفعول بفعل محذوف ، والتقدير : «درى ما هيجت لنا» فلم يتقدم الفاعل المحصور على المفعول ، لأن هذا ليس مفعولا للفعل المذكور وإن كان المحصور مفعولا جاز تقديمه. نحو : «ما ضرب إلا عمرا زيد».
٢ ـ الثاني ـ وهو مذهب الكسائي (١) ـ أنه يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان أو مفعولا.
٣ ـ الثالث : وهو مذهب بعض البصريين ، واختاره الجزولي ، والشلوبين أنه لا يجوز تقديم المحصور بإلا فاعلا كان أو مفعولا.
* * *
وشاع نحو : «خاف ربّه عمر» |
|
وشذ نحو : «زان نوره الشجر» (٢) |
أي شاع في لسان العرب تقديم المفعول المشتمل على ضمير يرجع إلى الفاعل المتأخر وذلك نحو : «خاف ربّه عمر» ف «ربّه» مفعول وقد اشتمل على ضمير يرجع إلى عمر وهو الفاعل. وإنما جاز ذلك وإن كان فيه
__________________
(١) مذهب الكسائي هو الذي اختاره المصنف ابن مالك بقوله : «وقد يسبق إن قصد ظهر».
(٢) زان نوره الشجر : زان : فعل ماض مبني على الفتح. نور : فاعل مرفوع بالضمة. والهاء : مضاف إليه. الشجر : مفعول به منصوب بالفتحة ، وإنما سكن آخره للوقف آخر البيت. وسبب الشذوذ في مثل هذا الكلام عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.