ومقتضى كلام المصنّف أنه يجوز فتح «إنّ» وكسرها بعد القسم إذا لم يكن في خبرها اللام سواء كانت الجملة المقسم بها فعلية والفعل فيها ملفوظ به نحو : «حلفت إنّ زيدا قائم». أو غير ملفوظ به نحو : «والله إنّ زيدا قائم» ، أو اسمية نحو : «لعمرك إنّ زيدا قائم» (١).
(ج) وكذلك يجوز الفتح والكسر إذا وقعت «إنّ» بعد «فاء» الجزاء نحو :
«من يأتني فإنّه مكرم» (٢) فالكسر على جعل «إنّ» ومعموليها
__________________
اسم الإشارة وجملة : تحلفي بربك العلي ... مع أن المحذوفة في تأويل مصدر مرفوع معطوف على مصدر متصيّد من الجملة الأولى ، والتقدير : ليكن منك قعود أو حلف ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر مجرور بحرف متعلق بتحلفي والتقدير : أو تحلفى على أبوتي لذلك الصبيّ ، والجار والمجرور سدّا مسدّ جواب القسم.
الشاهد فيه : قوله : أو تحلفي .. أني أبو ...» فقد ورد البيت بفتح همزة «أن» وكسرها ، بعد فعل القسم ولا لام بعده ، فالفتح على ما ذكرنا ، والكسر على أن الجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
(١) لعمرك : اللام : ابتدائية للتوكيد ، عمر : مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، والكاف : مضاف إليه في محل جر ، والخبر : محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وجملة إن مع معموليها : جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
تنبيه : أكثر النحاة على أن جواز الوجهين قاصر على الحالة التي يذكر فيها فعل القسم ولا لام بعده : كبيت الشاهد السابق ، ويجب الكسر في الأحوال الأخرى خلافا للكوفيين في بعضها ، أما إن كان القسم جملة اسمية مثل (لعمرك) فالكسر واجب مع اللام في خبر «إن» نحو : لعمرك إن زيدا لكريم ، والوجهان جائزان مع عدم اللام كالمثال السابق : «لعمرك إن زيدا قائم».
(٢) من : اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ ، يأتني : يأت : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود إلى : من ، والنون : للوقاية ، وياء المتكلم : في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ من ، فإنه : الفاء : رابطة لجواب الشرط ، إنه : إن : مع اسمها ، مكرم : خبرها مرفوع : والجملة في محل جزم جواب الشرط.