أي : كرات ، ف «كرتين» ليس المراد بها مرتين فقط ، لقوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) أي : مزدجرا وهو كليل ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا من كرتين فقط ، فتعيّن أن يكون المراد ب «كرتين» التكثير. لا اثنين فقط وكذلك «لبّيك» معناه إقامة بعد إقامة كما تقدم. فليس المراد الاثنين فقط ، وكذا باقي أخواته ، على ما تقدم في تفسيرها.
ومذهب يونس أنه ليس بمثنى ، وأن أصله (لبّى) وأنه مقصور ، قلبت ألفه ياء مع المضمر ، كما قلبت ألف «لدى ، وعلى» مع الضمير في «لديه» و «عليه».
وردّ عليه سيبويه بأنه لو كان الأمر كما ذكر ، لم تنقلب ألفه مع الظاهر ياء ، كما لا تنقلب ألف «لدى» و «على» فكما تقول : «على زيد ، ولدى زيد» كذلك كان ينبغي أن يقال «لبّى زيد» لكنهم لما أضافوه إلى الظاهر قلبوا الألف ياء ، فقالوا :
فلبّى فلبّى يدي مسور (١).
فدلّ ذلك على أنه مثنى ، وليس بمقصور كما زعم يونس.
أسماء مضافة للجمل لزوما أو جوازا :
وألزموا إضافة إلى الجمل |
|
«حيث» و «إذ» وإن ينوّن يحتمل (٢) |
__________________
(١) الشاهد السابق وقد أعرب على الصفحة ٢٨٣ ، وقد أورده هنا توضيحا لحجة سيبويه في الرد على زعم يونس ، فوجود الياء في آخر «لبّى» وهو مضاف إلى اسم ظاهر دليل واضح على أنه ليس مقصورا في الأصل مثل لدى.
(٢) ينوّن : مضارع مجزوم بإن فعل الشرط وهو مبني للمجهول ونائب فاعله ضمير يعود على «إذ».