إضافة المقصور :
وأما المقصور : فالمشهور في لغة العرب جعله كالمثنى المرفوع ؛ فتقول : «عصاي ، وفتاي» وهذيل تقلب ألفه ياء وتدغمها في ياء المتكلم ، وتفتح ياء المتكلم ، فتقول : عصىّ ، ومنه قوله :
١٠٤ ـ سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم |
|
فتخرّموا ، ولكل جنب مصرع (١) |
فالحاصل : أن ياء المتكلم تفتح مع المنقوص ، ك «راميّ» والمقصور ؛
__________________
(١) قائله : أبو ذؤيب الهذلي يرثي أولاده الخمسة في قصيدة منها هذا البيت وكانوا قد هلكوا كلهم في طاعون. أعنقوا : من الإعناق وهو سرعة السير. فتخرّموا ، بالبناء للمجهول : اقتطعوا واستؤصلوا. مصرع : مكان الصّرع ـ أي المكان الذي يطرح عليه الإنسان عند دفنه.
المعنى : «بادر أولادي إلى آجالهم ، خلافا لرغبتي في بقائهم أحياء ـ فاستأصلهم الموت جميعا سنة الله في خلقه» وتعبير الشاعر ب «هواهم» عن موتهم إنما هو للمشاكلة والمماثلة مع قوله «هويّ» ـ أي هواي ورغبتي في بقائهم وحياتهم.
الإعراب : سبقوا : سبق فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو فاعل هوى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الياء الساكنة ـ التي هي بدل من ألف المقصور ـ وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. وأعنقوا : الواو عاطفة وأعنقوا فعل وفاعل لهواهم : اللام حرف جر. هوى مجرور باللام بكسرة مقدرة على الألف. والجار والمجرور متعلق بأعنقوا. والهاء في محل جر بالإضافة والميم علامة الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو نائب فاعل ولكل : الواو حالية. لكل : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لمصرع ، وكل مضاف. جنبب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. مصرع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة في محل نصب حال.
الشاهد : في قوله : «هويّ» حيث جاء به على لغة هذيل ، فقلب ألف المقصور المضاف لياء المتكلم «هوى» ياء وأدغمها في ياء المتكلم. ولو أضيف «هوى» على لغة جمهور العرب لكان «هواي».