ويؤكّد بكلا المثنى المذكّر ، نحو «جاء الزيدان كلاهما» ، وبكلتا المثنى المؤنث ، نحو «جاءت الهندان كلتاهما» (١).
ولا بدّ من إضافتها كلها إلى ضمير يطابق المؤكّد كما مثل.
واستعملوا أيضا ككلّ فاعله |
|
من عمّ في التّوكيد مثل النافلة (٢) |
أي : استعمل العرب ـ للدلالة على الشّمول ككل ـ «عامّة» مضافا إلى ضمير المؤكّد ، نحو «جاء القوم عامّتهم» ، وقلّ من عدّها من النحويين في ألفاظ التوكيد ، وقد عدّها سيبويه ، وإنما قال : «مثل النافلة» لأنّ عدّها من ألفاظ التوكيد يشبه النافلة ، أي : الزيادة ، لأنّ أكثر النحويين لم يذكرها (٣).
__________________
(١) التوكيد بهذه الألفاظ لرفع احتمال تقدير «بعض» مضافا إلى متبوعهن ، فلو لم يؤكد بهما لجاز أن يكون المعنى : «جاء بعض الركب ، أو بعض القبيلة ، أو بعض الرجال ، أو بعض الهندات ، أو أحد الزيدين ، أو الهندين».
وتعرب كلاهما أو كلتاهما توكيدا لما قبلها مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وهما : ضمير في محل جر مضاف إليه لأن كلا وكلتا تعربان إعراب المثنى إذا أضيفتا إلى الضمائر. وتعربان إعراب الاسم المقصور إذا أضيفتا للأسماء الظاهرة فتقول : «جاء كلا الرجلين ، ورأيت كلا الرجلين ، ومررت بكلا الرجلين» فكلا مرفوعة بضمة مقدرة على الألف ، ومنصوبة بفتحة مقدرة ومجرورة بكسر مقدرة.
(٢) أيضا : مفعول مطلق. أي : استعمال عامة في التوكيد وهي من الفعل عمّ ووزنها فاعلة وهي تشبه «نافلة» في الوزن وثبات التاء في جميع الأحوال : تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وغير إفراد ، فهذه التاء زائدة لازمة.
(٣) خالف بعضهم في عامة فقال : «إنما معناها أكثر» فتكون بدل بعض من كل.