خدمة الحوزة العلمية فبكفي لذلك ايضاح كلمات أعلامنا بلسان سلس وليس شرط ذلك المجيء بشيء جديد.
وعزمت بعد ذلك على تقسيم ما كتبته إلى قسمين : قسم يرجع له الطالب بداية أمره والقسم الثاني لا يختلف عن الأول إلّا بالتوسع قليلا. واطلقت على كلا القسمين عنوان «دروس تمهيدية في القواعد الرجالية» بغية ان يتصدى من هو أوسع مني فكرا وعلما لكتابة كتاب ثان أوسع افقا مما كتبت.
وظني ـ إن لم أكن خاطئا ـ ان من رجع إلى ما كتبت سوف لا يواجه الطفرة في مرحلة الخارج أو يواجهها بشكل جزئي.
وظني أيضا ان ما كتبته بالرغم من محاولتي التبسيط يحتاج إلى استاذ معين في بعض المواضع لتكون الثمرة ملقحة تلقيحا كاملا.
واعتقادي أيضا ان قراءة هذا الكتاب إذا لم تكن مقرونة بالتطبيق العملي الذي قمنا بمحاولته في مواضع متعددة من الكتاب فلن تؤتي الشجرة اكلها.
ان انفكاك النظرية عن التطبيق له مخلفاته السيئة في النحو ، فمن يقرأ القواعد العربية بدون تطبيق لا يستفيد شيئا. وفي الفقه ، فمن يقرأ الاصول بلا ممارسة عملية الاستنباط بنفسه لا يستفيد شيئا. وفي مجال كتابنا هذا ، فمن يقرأه بلا تطبيق لا يستفيد شيئا.
وفي الختام لم اقصد مما كتبت سوى الخدمة لطلاب حوزاتنا ومدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، فان وفقت فذلك غاية المقصود وإلّا فيكفيني فخرا ان جهلي بما وقعت فيه من اخطاء بسيط وليس بمركب.