« إن الشيعة من المسلمين في العالم يقيمون في كل سنة مراسيم العزاء الأليمة تخليداً لبطولة الحسين واستشهاده فينسون أرواحهم فيها من شدة ما ينتابهم من الحزن والأسى ».
٦ ـ نقلت مجلة « العلم » النجفية عن جريدة « حبل المتين » الفارسية التي كانت تصدر في الهند مقالاً كتبه الدكتور جوزف الفرنسي ، عن المسلمين في أنحاء العالم وتقسيمهم الى فرقتين : شيعية وسنية ، وما اتصف به الشيعة من التقية ، قال فيه :
« ويقيم الشيعة المآتم تحت الستار ، يبكون فيها على الحسين ، فأثرت هذه المآتم في قلوب هذه الطائفة الى حد أنه لم يمر عليها زمن طويل حتى بلغت الأوج في الشرق ، ودخل في هذه الطائفة بعض الوزراء وكثير من الملوك والخلفاء ، فبعضهم أخفى ذلك تقية ، وبعضهم أظهره جهاراً ».
ويستطرد الكاتب الفرنسي فيقول :
« ويمكن القول بأنه لا يمضي قرن أو قرنان حتى يزيد عدد الشيعة على عدد سائر فرق المسلمين. والعلة في ذلك هي إقامة هذه المآتم التي جعلت كل فرد من أفرادها داعية الى مذهبه ، اليوم لا توجد نقطة من نقاط العالم يكون فيها شخصان من الشيعة إلا ويقيمان فيها المأتم ، ويبذلان المال والطعام ، رأيت في ميناء « مارسال » في الفندق شخصاً واحداً عربياً شيعياً من أهل البحرين ، يقيم المأتم منفرداً ، جالساً على الكرسي ، بيده الكتاب يقرأ ويبكي ، وكان قد أعد مائدة من الطعام فرقها على الفقراء.
هذه الطائفة تصرف في هذا السبيل الأموال على قسمين : فبعضهم يبذلون في كل سنة من أموالهم خاصة في هذا السبيل بقدر استطاعتم ما يقدر بالملايين من الفرنكات ، والبعض الآخر من أوقاف خصصت لإقامة هذه المآتم ، وهذا المبلغ طائل جداً ».