ثم يواصل الكاتب الفرنسي كلامه ويقول :
« فلهذا ترك جمع غفير من عرفاء هذه الفرقة أسباب معاشهم واشتغلوا بهذا العمل ، فهم يتحملون المشاق ليتمكنوا من ذكر فضائل كبراء دينهم ، والمصائب التي أصابت أهل هذا البيت ، بأحسن وجه وأقوى تقرير على رؤوس المنابر وفي المجالس العامة. وبسبب هذه المشاق التي أختارتها هذه الجماعة في هذا الفن يفوق خطباء هذه الفرقة على جميع الطوائف الاسلامية ».
ويستطرد الكاتب فيقول :
« إن العدد الكثير الذي يرى اليوم في بلاد الهند من الشيعة هو من تأثير إقامة هذه المآتم. فرقة الشيعة حتى في زمن السلاطين الصفوية لم تسع في ترقي مذهبها بقوة السيف بل ترقت هذا الترقي المحير للعقول بقوة الكلام الذي هو أشد تأثيراً من السيف ، ترقت اليوم هذه الفرقة في أداء مراسيمها المذهبية بدرجة جعلت ثلثي المسلمين يتبعونها في حركاتها ، جم غفير من الهنود والفرس وسائر المذاهب أيضاً شاركوهم في أعمالهم ».
ويواصل الكاتب قوله بهذه العبارة :
« ومن جملة الأمور السياسية التي ألبسها روساء فرقة الشيعة لباس المذهب منذ عدة قرون ، وصارت مؤثرة جدً لجلب قلوبهم وقلوب غيرهم ، هي أصول التمثيل باسم المأتم والتعزية في مأتم الحسين ».
ويقول الكاتب بعد ذلك :
« فرقة الشيعة حصلت من هذه النكبة على فائدة تامة ، فألبست ذلك لباس المذهب. وعلى كل حال فالتأثير الذي يلزم أن يحصل على قلوب العامة والخاصة في إقامة العزاء والمأتم قد حصل :
فمن جهة يذكرون في مجالس قراءة التعزية المتواصلة وعلى المنابر المصائب التي وردت على رؤساء دينهم ، والمظالم التي نزلت على الحسين مع تلك