عشرات المرات وأكثر أسباب معروفية هؤلاء القوم وترقيهم هي هذه النكبة.
ومصنفو أوربا الذين كتبوا تفصيل مقاتلة الحسين وأصحابه وقتلهم ، مع أنه ليس لهم عقيدة بهم قط ، أذعنوا بظلم قاتليهم وتعديهم ، وعدم رحمتهم ، ويذكرون أسماء قاتليهم بالاشمئزاز ، وهذه الأمور طبيعية لا يقف أمامها شيء ، وهذه النكبة من المؤيدات الطبيعية لفرقة الشيعة ».
٧ ـ جاء في الصفحة «٢٠٠» من كتاب « المجالس السنية » المار ذكره ، نقلاً عن رسال الحكيم والفيلسوف الالماني في رسالته عن النهضة الحسينية وتأثيرها على العالم الاسلامي ، قول هذا الفيلسوف عن تأثير إقامة المآتم الحسينية على حياة المسلمين وتقدمهم ، قوله :
« وليس لواحدة من الروابط الروحانية التي بين المسلمين اليوم تأثير في نفوسهم كتأثير إقامة مآتم الحسين ، فإذا دام انتشار وتعميم هذه المآتم بين المسلمين مدة قرنين آخرين لا بد أن تظهر فيهم حياة سياسية جديدة ، وان الاستقلال الباقي للمسلمين اليوم نصف أسبابها هو اتباع هذه النكبة وسنرى اليوم الذي يتقوى فيه سلاطين المسلمين تحت ظل هذه الرابطة ، وبهذه الوسيلة سيتحد المسلمون في جميع أنحاء العالم تحت لواء واحد ؛ لأنه لا يرى في جميع طبقات الفرق الاسلامية من ينكر ذكر مصائب الحسين وينفر منها بسبب ديني ، بل للجميع رغبة طبيعية بشكل خاص في أداء هذه المراسيم المذهبية ، ولا يرى في المسلمين المختلفين في العقائد سوى هذه النكبة الاتحادية.
الحسين أشبه الروحانيين بحضرة المسيح ، ولكن مصائبه كانت أشد وأصعب. كما أن أتباع الحسين كانوا أكثر تقدماً من أتباع المسيح في القرون الأولى ، فلو أن المسيحيين سلكوا طريقة أتباع الحسين ، أو أن أتباع الحسين لم تمنعهم من ترقياتهم عقبات من نفس المسلمين ، لسادت إحدى الديانتين في قرون عديدة جميع المعمورة ، كما أن من حين زوال العقبات عن طريق أتباع الحسين