شخصية الحر الرياحي ومعه بعض قادة الجيش الأموي برفقة هذه الخيول أمام المواكب ، وظهرت شخصية الامام علي بن الحسين السجاد في حالة رجل عليل مكبل بالأغلال على صهوة جواده ، وسط الموكب يوم الأربعين من صفر ، يردد ما قاله حين دخل المدينة .. والناس تلطم من فرط التأثر لمشهده ، ثم تطور بالتدريج الى ظهور الهوادج والنساء فيها كأنهن السبايا عائدين من الشام عبر العراق الى المدينة ، ويمرون بأرض الطفوف في كربلاء يوم زيارة الأربعين .. والجماهير الغفيرة تلطم متأثرة من هذا المنظر المفجع يتذكرون الموقف نفسه .. ثم تطور هذا العزاء بتوالي السنين بظهور أشخاص يتقمصون دور أصحاب الحسين وعدد من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يتقدمون مواكب العزاء ، ومعهم شبيه قادة الجيش الأموي .. وفي أواخر القرن الثاني عشر وأوائل الثالث عشر الهجري ، برزت شخصية الحسين وسط الشبيه ، يتقدم موكب العزاء ومن خلفه شخصية أخيه العباس ».
ويستطرد الكاتب كلامه ويقول :
« وتطور موكب الشبيه الذي كان يأخذ مسيره عبر الشوارع والطرقات ، ومن وسط الجموع الغفيرة من المشاهدين الى الساحة الرئيسية في المدينة ، أو الى وسط الصحن في المراقد المتبركة حيث تجري هناك صورة مصغرة لتلك المعركة التاريخية .. وبتوالي السنين توسع هذا اللون من العزاء الى إقامة صرح له وسط الصحن أو الميدان ، وبجواره خيام تمثل خيام أهل البيت ».
ثم يتوسع الكاتب الى شرح هذا اللون من المواكب العزائية والمآتم الحسينية ، مما لا أجد حاجة الى نقلها كلها ، لأنها معروفة لدى قراء العربية بأقطارهم المختلفة .. كما أن مثل هذه المواكب تسير في كثير من البلدان الاسلامية وخاصة إيران والهند ، ولكن بصورة أضيق أحياناً ، وبشكل أوسع حيناً آخر.
ومن أهم المواكب العزائية التي تؤم كربلاء في اليوم الثاني عشر من المحرم كل عام ـ أي اليوم الثالث على قتل الامام الشهيد وصحبه ـ مواكب عزاء سكان