وكان العلامة السيد محمد المهدي الطباطبائي بحر العلوم ، المتوفى سنة ١٢١٢ هـ في النجف ، يتقدم في بعض السنوات هذه الجماعات النائحة في وفودها على كربلاء ، وعندما سئل عن سبب اشتراكه في هذا العزاء أجاب : إنه رأى في المنام الامام الثاني عشر صاحب الزمان «عج» مشتركاً في هذا العزاء ، فآثر أن يكون من المشتركين فيه.
كما ذكر أن بعض كبار الشعراء ـ كالكعبي ـ وعظماء المجتهدين من فقهاء الشيعة ، كالشيخ زين العابدين المازندراني وغيرهما كانوا يشتركون فيه من ضواحي مدينة كربلاء.
ولقد تطور هذا العزاء المتحرك من تلك المسافات البعيدة الى أن أصبح كما هو عليه الآن ، وأطلق عليه اسم عزاء « بني أسد ».
٧ ـ يقول الدكتور السيد علي الوردي في الصفحة «٣٨٦» من كتابه « مهزلة العقل البشري » حول مجزرة الطف والعزاء الحسيني ، ما نصه :
« لم يكد معاوية يموت حتى حدثت حادثة هزة المجتمع الاسلامي هزاً عنيفاً ، تلك هي مأساة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي. وهذه الحادثة أنتجت آثاراً اجتماعية بالغة قلماً تجد لها مثيلاً في التاريخ ».
ويستطرد الكاتب فيقول :
« كانت شهادة الحسين تتمة لشهادة أبيه العظيم. وقد يصح أن نقول : إن مأساة كربلاء أضافت الى مأساة الكوفة لوناً جديداً ، ولولاها لما أحس الناس بأهمية تلك المبادئ الاجتماعية التي نادى بها علي في حياته. فقد صبغ الحسين مبادئ أبيه بالدم ، وجعلها تتغلغل في أعماق القلوب تغلغلاً عميقاً ... ».
ويواصل الكاتب كلامه في الصفحة «٣٨٧» ويقول : « يحتفل الشيعة في أيامنا هذه بمقتل الحسين أحتفالاً ضخماً ، فهم يذرفون فيه الدمع الغزير ويلدمون الصدور والظهور ، ويجرحون الرؤوس. ولنا أن نقول إن احتفال الشيعة هذا قد