أمسى طقوسياً » الخ.
٨ ـ بحث الدكتور علي الوردي في بعض فصول كتابه « دراسة في طبيعة المجتمع العراقي » موضوع التوزيع الطائفي في العراق ، وتطرق خلاله الى اشتراك الطائفة السنية مع الشيعة في العزاء الحسيني ومواكبه ، فقال مثلاً عند إشارته الى التوزيع الطائفي في منطقة ديالى صفحة «٢٣٦» ما نصه :
« وربما جاز القول بأن التعايش السلمي في منطقة ديالى بين الطائفتين غير قليل وليس في النادر أن نرى محلة سنية تشارك محلة شيعية في بعض مواكبها ومجالسها الحسينية ، وقد تشاركها أيضاً في تقديس مراقدها وأئمتها ».
وعندما تطرق الكاتب الى هذا التعايش في مدن المنطقة الرسوبية في العراق كمدينة الناصرية في الصفحة نفسها قال :
« فأخذوا ـ أي أفراد الطائفة السنية ـ يشاركون في مواكب الشيعة ويحضرون مجالسهم. وربما أخرج بعضهم مواكب خاصة بهم. وهذا يدل على أنهم سائرون في سبيل التشيع تدريجياً ... » الخ.
ثم يصف الكاتب في الصفحة «٢٣٧» من كتابه هذه المواكب ويقول :
« فقد اعتاد الشيعة في العشرة الأولى من شهر محرم أن يخرجوا بالمواكب العظيمة إحياء لذكرى مقتل الحسين. وهذه المواكب تسير في الطرقات وفيها الأعلام والطبول والبوقات ، وتقرأ فيها القصائد العامية الحزينة وتلطم فيها الصدور ، أو تضرب الظهور بالسلاسل ، وفي اليوم العاشر تخرج مواكب التطبير ... » الخ.
ثم يستطرد الكاتب فيقول :
« ومجالس التعزية ، فإن كل وجيه أو غني من الشيعة يميل الى إقامة مجلس يقرأ فيه مقتل الحسين لمدة عشرة أيام ، خصوصاً في شهري محرم وصفر من كل عام. ومن يشهد هذه المجالس ، ويستمع الى القصائد الحزينة التي يلقيها الخطباء