الجديد ; ممّا يكون بمجموعه مرجعيّةً ومصدريّةً تستند إليها الاُمّة بل البشريّة بأسرها في عقلنة قضاياها وإدارة شؤونها ومعالجة أزماتها ..
إنّ «العقلانيّة» تعني : إيجاد أقصر وأوضح وأسهل الطرق الإقناعيّة ; من حيث مزيجها الروحاني العقلي التجريبي ، وعجينتها المتكاملة ، فلا محلّ حينها لتذرّع المناوئ باستبداديّة «التعبّد» وكبت «الإسكات» أو تردّد المآلف وحيرته وضياعه أحياناً ..
إنّ «العقلانيّة» لا تنهض إلاّ من رحم الأخلاق والفكر والإيمان ، وإذا ما حصلت ـ هذه الثلاث ـ وتوفّرت توفّراً صادقاً حقيقيّاً في الفرد الإنساني من خلال الجهد العلميّ المعرفيّ والبحث المنهجي السليم ، فلا شكّ أنّها تتمثّل بذلك الفرد العقلاني كالأحجار الكريمة والمعادن النفيسة التي تُبذَل المساعي الكبيرة للعثور عليها ، وحينما تُستخلَص من بين طبقات الأرض وأعماق البحار والمحيطات وبطون الأودية السحيقة وتخوم الجبال الشاهقة ومغاراتها العنيدة ومن الصحاري وخفاياها العجيبة ، وتُجرى عليها مراحلها المعقّدة والعديدة ، نراها تشمخ بكلّ جلال وجمال وعنفوان وعزّ وإكرام ، رغم أنّها أحجارٌ ومعادن جامدة لا تعي ولا تفهم ... فكيف بالمعدن الإنساني والفرد العقلاني الذي يقود البشريّة بالأخلاق والفكر والإيمان إلى الخير والعلم والسلام والفلاح والرفاه؟! لا شكّ أنّه أجلّ وأجمل وأعزّ وأكرم وأكثر عنفواناً من أحجار هامدة ومعادن صامتة مُقادة لا تساوي شيئاً قبال الصمت الإنساني العقلاني